الإصابات الجرثومية للسبيل البولي:
عادة ما تحدث الإصابات الجرثومية للسبيل البولي (UTIs) بسبب انتقال الفلورا الطبيعية للجلد أو السبيل الهضمي إلى السبيل البولي وتغلبها على دفاعاته الطبيعية التي تقيه من تشكل المستعمرات. تعتبر الاصابات البولية الأكثر الأمراض المعدية شيوعاً عند الكلاب إذا تشكل 14% من مجموع الأمراض التي تتعرض لها الكلاب طيلة حياتها. أما القطط فبالرغم من ندرة الاصابة بالالتهابات البولية الجرثومية فإن القطط الأكبر عمراً تكون أكثر عرضة لهذه الاصابات بسبب تضاؤل الدفاعات الناجمة عن الأمراض المتعلقة بالتقدم بالعمر (كالسكري والفشل الكلوي أو فرط نشاط الدرق). حيث أن ثلثي هذه القطط تقريباً تكون مصابة ببعض درجات الفشل الكلوي. أما بالنسبة للمجترات فإن الإصابات الجرثومية للسبيل البولي تكون ناجمة عن عمليات القثطرة أو الولادات عند الإناث وأيضاً عند الذكور تكون كنتائج مرافقة للتحصي البولي. أما الخيول فالتهاب المجاري البولية يكون غير شائع ويترافق بشكل نمطي مع شلل المثانة والحصيات البولية أو تلف الإحليل.
وبعكس مرضى البشر فإن الحيوانات المصابة بالالتهابات البولية لا يتشكل عندها أعراض سريرية واضحة وعلى الغالب يكون اكتشاف الإصابة على سبيل الصدفة. تتجلى عواقب الإصابة بالتهاب السبيل البولي بتعطل المجاري البولية السفلية، التحصي، التهاب البروستات، العقم، التسمم الدموي، والتهاب الكلية والحويضة المترافق مع التندب وبالتالي يفضي إلى الفشل الكلوي. في حال الاختبار الإيجابي للخميرة المخثرة لجراثيم المكورات العنقودية فإننا نشاهد ترسبات من الستروفيت (فوسفات المغنيزيوم والأمونيوم) على شكل حصوات عند الكلاب. يمتد التهاب المجاري البولية عند ذكور الكلاب السليمة عادة إلى غدة البروستات. وبسبب الحاجز بروستات الدموي فإن من الصعب القضاء على الجراثيم المتواجدة فيها، وقد تعود الإصابة البولية ثانية بالرغم من العلاج الفعال لهذه الحالة الأمر الذي يؤدي إلى التجرثم الدموي الجهازي الذي يمتد ليصيب كامل الجهاز التناسلي أو قد يسبب خراجات داخل البروستات.
وثقت العديد من الأبحاث السابقة أن الأنماط الجرثومية المألوفة التي تسبب الالتهابات البولية عند الكلاب والقطط هي الاشريشيا كولاي (العامل الوحيد الأكثر شيوعا سواء بالإصابات الحادة أو المتكررة)، والأنواع الأخرى المألوفة أيضاً تتضمن أجناس المكورات العنقودية، البروتيوس، المكورات العقدية، الكليبسيلا والزوائف. بالنسبة للخيول فإن الالتهابات البولية تكون بسبب أجناس الإي كولاي، المكورات العقدية، والمكورات المعوية هي السائدة بينما في المجترات فإن الوتديات البولية والإي كولاي تكون هي الكائنات الممرضة الأكثر شيوعاً. بالنسبة للحيوانات ذات المناعة المعطلة فقد تظهر حالات الإصابة الفطرية المتسببة عن جنس المبيضات.
تمثل المضادات الحيوية حجر الأساس في علاج الالتهابات البولية، وقد تم التحكم تجريبياً بالحيوانات المصابة بالتهابات بولية بإعطائها دورات علاجية متكررة (انظر الجدول). قد يفشل هذا النهج عند حيوان معين في حال وجود عوامل كامنة ممرضة بالتهاب المجاري البولية ذات فيزيولوجية إمراضية غير محددة، وهذا ما يحفز ظهور مقاومة العترات الجرثومية. وفي حال الإصابات البولية المزمنة بالجراثيم المقاومة فإن الخيارات العلاجية تكون محدودة جداً.
العقارات المستخدمة عادة في علاج إصابات الجهاز البولي عند الحيوانات الصغيرة:
العقار |
الجرعة المقترحة |
الاثر النمطي للمضاد الحيوي |
الأموكسيسليين |
11مغ /كغ فمويا مرتين أو ثلاث مرات يوميا |
يؤثر على المكورات العنقودية والقعدية والمكورات المعوية والبروتيوس وبعض الاي كولاي |
الامبيسللين |
25 مغ/ كغ فمويا ثلاث مرات يوميا. |
المكورات العنقودية والعقدية والمعوية والبروتيوس وبعض الاي كولاي |
أموكسيسلين مع حمض كلافولينيك |
25مغ/ كغ فمويا ثلاث مرات يوميا |
المكورات العنقودية والعقدية والمعوية والبروتيوس وبعض الاي كولاي |
سيفاليكسين وسيفادروكسيل |
20/30 مغ/كغ فمويا مرتين أو ثلاث مرا يوميا |
المكورات العنقودية والعقدية البروتيوس والاي كولاي والكليبسيلا. |
سيفوفيسين |
8 مغ/كغ تحت الجلد كل 14 يوم |
البروتيوس والاي كولاي |
سيفوبودوكسيم |
5-10 مغ/كغ/يوم فمويا |
بروتيوس وإي كولاي |
سيفتيوفور |
2مغ/كغ /يوم تحت الجلد |
بروتيوس وإي كولاي |
كلورامفينيكول |
الكلاب: 25-50 مغ/كغ، فمويان مرتين أو ثلاث مرات يوميا
قططك: 50مغ/كغن فمويا، يوميا |
مكورات عنقودية وعقدية ومعويات وإي كولاي |
دوكسيسيكلين |
5مغ/ كغ فمويا مرتين يوميا. |
مكورات عنقودية وفعالية جزئية على الاي كولاي والقعديات والمعويات في التراكيز العالية في البول.
|
إنروفلوكساسين أوربيفلوكساسين ماربوفلوكساسين برادوفلوكساسين (قطط فقط) |
2.5–10
2.5-10مغ/كغ /يوم فمويا |
المكورات العنقودية والاي كولاي والبروتيوس والكليبسيلا والزوائف والجراثيم المعوية |
جنتاميسين |
4-6مغ/كغ/يوم تحت الجلد |
المكورات العنقودية وبعض العقديات والمعويات والاي كولاي والبروتيوس كليبسيلا وبسيدوموناس والبكتريا المعوية. |
نيتروفيوران |
5مغ/كغ فمويا مرتين يوميا. |
المكورات العنقودية وبعض العقديات والمكورات المعوية الاي كولاي الكليبسيلا والبكتريا المعوية |
تيتراسيكلين |
18 مغ/ كغ فمويا ثلاث مرات في اليوم |
المكورات العنقودية وبعض الفعالية ضد الاي كولاي المكورات العقدية والالمكورات المعوية في التراكيز العلية في البول |
السلفا مع التريمثوبريم |
15 مغ/كغ فمويا مرتين يوميا |
المكورات العنقودية والعقدية والاي كولاي وبعض الفعالية ضد الكليبسيلا |
العلاج المضاد الجرثومي:
المعيار الذهبي لتشخيص التهابات السبيل البولي هو زرع البول مخبرياً. تتضمن إجراءات الزرع الجرثومي للبول مشاهدة البكتريا بعمل مسحات الفحص المجهري، دلائل على وجود الفطور، تمديد البول (<1.013 SG)، الكبح المناعي، والداء السكري أو فرط إفراز الهرمونات القشرية، ويجب إجراء اختبار الحساسية الجرثومية في حال الحالات المعقدة أو المتكررة عند الحيوانات ذات المناعة المكبوحة، الحيوانات التي أجري عليها عملية قثطرة بولية، والحيوانات المعالجة بالمضادات الحيوية التي تتجاوز 3 أسابيع (بسبب المقاومة الانتقائية للمضادات الجرثومية). إضافة إلى ما سبق فإن الزرع البولي واختبار الحساسية يجب أن يجريان في حالة عدم الاستجابة للعلاج خلال 7 أيام بعد الإصابة بالالتهاب البولي أو في الحالات المرتبطة بالإصابات متعددة المسببات الممرضة.
ترتبط التراكيز العالية للمضادات الحيوية في البول مع فعالية علاج التهاب المثانة غير المعقد. أما في حال التعقد أو الإصابة بالتهاب الكلية والحويضة فمن الضروري أن يكون التركيز متوافراً في الأنسجة بقدر مماثل للبول. معظم المضادات الحيوية تطرح عن طريق البول بنسب عالية لذلك يكون تركيزها في البول أكثر بمئة مرة من تركيزها في البلازما. يعتمد إطراح الدواء عن طريق الكلى على العديد من الآليات كآلية الإفراز وإعادة الامتصاص في مختلف أجزاء النيفرون بالاعتماد على التركيب الجزيئي للعقار، والتركيز الحمضي في السائل الأنبوبي، ونسبة ارتباطه مع البروتين. يعد جريان البول في السبيل البولي أحد عوامل خطوط الدفاع ضد عوامل إمراضية معينة، لأن جريانه يعمل على شطف الطبقة الظهارية. فالتراكيز العالية للمضادات الجرثومية في البول أمر مهم للقضاء على البكتريا في البول، ولكن من المهم أيضاً في حال إصابة جدار المثانة أو الأنسجة البولية أن نستخدم مضادات حيوية ذات تراكيز فعالة في هذه الأنسجة. يفيد قياس تركيز المضاد الحيوي في المصل أو في الدم كبديل لمعرفة تركيزه في الأنسجة البولية أو المثانة.
يجب بالإضافة إلى الحرص على فعالية المضاد الحيوي وتركيزه الملائمين في البول أن نحرص على كون إعطائه للحيوان سهلاً وأن يكون له أعراض جانبية قليلة وغير مكلف مادياً. فبمجرد معرفة المضاد المناسب بعد زراعة البول واختبار الحساسية يمكن إجراء اختبار التركيز الأدنى الكابح للجراثيم (MIC) لحساب معدل تركيزه في البول وملاءمته للعلاج.
الأمبيسلين والأموكسيسلين: هما مضادان حيويان قاتلان للجراثيم وغير سامين نسبياً، ويمتلكان طيفاً جرثومياً يفوق البنسلين ج. ولهما فعالية ممتازة على المكورات العنقودية والعقدية والمعوية والبروتيوس وقد يحققان تركيزاً في البول يكفي للتأثير على الإي كولاي والكليبسيلا. أما الزوائف والجراثيم المعوية (الأمعائيات) فهي مقاومة لهما. يكون توافر الأموكسيسلين عند الكلاب والقطط (أفضل امتصاصاً من الأمعاء) أكثر من الأمبيسليين فبالتالي تكون جرعته أقل. ويتأثر امتصاص الأمبيسلين أيضاً بالغذاء (وجود الطعام بالمعدة) لذلك فقد يكون تحقيق علاج ناجح في حال الأموكسيسلين. وكما البنسلينات فهي حموض ضعيفة مع أحجام توزع منخفضة، لذلك فهي لا تحقق تراكيز علاجية في سوائل البروستات.
الأموكسيسلين مع حمض الكلافولانيك: يمتلكان طيف فعالية موسعة على الجراثيم سالبة الغرام بسبب وجود حمض الكلافولانيك فهو يرتبط بشكل غير عكوس مع البيتالاكتاماز مانحاً جذر الأموكسيسلين فسحة للتعامل مع الجراثيم الممرضة. وهذه التركيبة لها تأثير ممتاز على جراثيم المكورات العنقودية المفرزة لخميرة البيتالاكتاماز والاي كولاي والكليبسيلا. ولكن لا تزال الزوائف والأمعائيات مقاومة لها. مع العلم أن حمض الكلافولانيك يخضع لبعض الاستقلابات والإفرازات الكبدية والفعالية المضادة للجراثيم له في المثانة تكون بسبب التركيز العالي للأموكسسلين المحقق في البول. وهكذا وبالرغم من تقارير الحساسية غير المرغوبة للأموكسيسلين، فإن له وحده دون اقترانه مع الكلافولانيك التأثير ذاته على التهاب المجاري البولية.
سيفادروكسيل والسيفاليكسين: وهما الجيل الأول من السيفالوسبورينات، يبقى السيفادروكسيل معلقاً بيطرياً بامتياز بينما يستعمل السيفالكسين في كل من البشر والحيوانات على شكل مضغوطات أو مراهم أو معلقات. وهي قاتلة للجراثيم كما البنسلينات وهي مركبات حمضية مع حجم توزع منخفض وغير سامة نسبياً. قد يحدث التقيؤ والأعراض المعدية المعوية الأخرى عند الكلاب والقطط بعد تناول السيفالوسبورينات. لهذه المركبات ثباتية عند تأثرها بأنزيمات البيتالاكتاماز أكثر من البنسلينات لذا فلها تأثير أكبر ضد المكورات العنقودية والجراثيم سلبية الغرام. ولهما تأثيراً ممتازاً ضد جنس المكورات العنقودية، جنس المكورات العقدية، الإي كولاي، البروتيوس، البروتيوس، والكليبسيلا. أما الزوائف والمكورات المعوية والامعائيات كلها مقاومة.
سيفوسين: هو الجيل الثالث من السيفالوسبورينات القابلة للحقن أثبتت فعالية في علاج الكلاب المصابة بالتهاب المجاري البولية بتأثير الاي كولاي أو البروتيوس. أما في القطط فلا يكون فعالاً إلا في علاج الالتهابات الجلدية ولكنه قد يستخدم كعلاج للمجاري البولة ولكن خارج مجال استطباباته المثبتة. يتم تحقيق التركيز العلاجي في حال الحقن تحت الجلدي خلال 14 يوماً الأمر الذي يجعله علاجاً ملائماً للحيوانات المكسورة.
سيفبودوكسيم: هو مضاد حيوي فموي ينتمي للجيل الثالث من السيفالوسبورينات أثبت فعالته لعلاج إلتهابات الجلد عند الكلاب (الجروح والخراجات) ولكنه يستعمل – كاستطباب غير مثبت – لعلاج التهابات المجاري البولية الكلبي. ويمتلك السيفودوكسيم نصف عمر طويل نسبياً عند الكلاب، لذلك يعطى مرةً واحدةً يومياً.
السيفتيوفور: هو مضاد حيوي من السيفالوسبورينات معد للحقن أثبت فعاليته للامراض التنفسية عند الخيول، والخنازير، والماشية وعلاج التهاب المجاري البولية عند الكلاب المتسبب عن الإي كولاي والبروتيوس. للسيفتيوفور خواص حركية دوائية تختلف عن باقي مركبات السيفالوسبورينات. فبعد الحقن مباشرة فإن السيفتيوفور يستقلب في الحال لمركب ديسفورويل سيفتيوفور الذي يختلف بفعاليته المضادة للجراثيم عن المركب الناشئ عنه. ولهذا المستقلب فعالية مماثلة للسيفتيوفور ضد الاي كولاي (تركيز الكبح الأدنى 4 مكغ/ مل) ولكنه أقل تأثيراً على جنس المكورات العنقودية بكثير، وله تأثير مغاير بالنسبة للبروتيوس (تركيز الكبح الأدنى 0.5-16 مكغ/ مل). وبسبب عدم ثبات الخدمات الحيوية التي يقدمها ديسفورويل سيفتيوفور لا تطابق اختبار الحساسية للسيفتوفور المجرى في المخابر فإن التوقعات العلاجية التي قد نحصل عليها تكون مزيفة بالنسبة لبعض المسببات المرضية، كل من جنس الزوائف والأمعائيات والمكورات المعوية تمتلك مقاومة ضد السيفتيوفور ومستقلبه أيضا. للسيفتيوفور علاقة مع نقص
الصفيحات وفقر الدم عند الكلاب في حال تم استخدامه لفترات طويلة أو جرعات عالية، التي قد لا تكون متوقعة ضمن الجرعة المنصوح بها.
الكلورامفينيكول: له حجم توزع عال في الأنسجة بما في ذلك البروستات عند ذكور الكلاب. وهو فعال على طيف واسع من إيجابيات الغرام والعديد من سلبيات الغرام، وهو عادة موقف لنمو الجراثيم. يستعمل الكلورامفينيكول عادة ضد المكورات المعوية والمكورات العنقودية والاي كولاي والكليبسيلا والبروتيوس. وتكون الزوائف مقاومة له. وقد عزل في شمال أمريكا عترات من المكورات العنقودية أوريوس والمكورات العقدية بسيديتريميدوس المقاومة للميثيسللين على الرغم من كونها عادة حساسة لهذا المضاد. وبالرغم من تاثيره المشهور وغير المتعلق بالجرعة ألا وهو فقر الدم عند البشر وكبح نقي العظام المتعلق بالجرعة عند الحيوانات فإن استعماله لدي الجنسين (البشر والحيوان) يزداد بسبب مقاومة الجراثيم لباقي المضادات الحيوية.
الانروفلوكساسين والأوربيفلوكساسين والماربوفلوكساسين كلها من مركبات الفلورفينيكول المثبت تأثيرها على التهاب المجاري البولية عند الكلاب، وتستعمل جميعها أيضا عند القطط ولكن بعضها فقط يؤثر بولياً. أثبت بارادوفلوكساسين تأثيره على التهابات الجلد فقط عند القطط في شمال امريكا ولكنه مستعمل لعلاج التهابات المجاري البولية عند الكلاب في أوروبا وهو مستخدم لعلاج التهاب مجاري البول عند القطط أيضاً. الفلوروكينولونات هي قاتلات للبكتريا متذبذبة. فهي تبدي خواصاً حمضية وقلوية ولكنها تختلف بانحلالها بالدسم ضمن الحموضة البيولوجية (6-8) فهي بذلك ذات حجم توزع واسع. ولجميع مركبات الفلوروكينولونات تأثيراً ممتازاً على العقديات والمكورات المعوية. والمزايا العلاجية لهذه المركبات تكمن في تأثيرها على الجراثيم سالبة الغرام ونسبة انحلالها العالية في الدسم. وهي المضادات الحيوية الوحيدة المعطاة فموياً وتؤثر على الزوائف. لذلك فهذه الزمرة (الفلوروكينولونات) يجب أن تدخر لعلاج التهابات المجاري البولية المتسببة عن الجراثيم سالبة الغرام وخاصة الزوائف، والتهاب المجاري البولية عند ذكور الكلاب والقطط السليمة كونها تمتلك نفاذية ممتازة تصل إلى غدة البروستات وفعاليتها على الخراجات. وهي مركبات قاتلة معتمدة على التراكيز وتتميز بأنها مديدة التأثير بعد الاعطاء، لذلك فجرعة واحدة عالية يوميا لفترات قصيرة نسبيا من العلاج تكون فعالة وكافية.
يجب تجنب إعطاء الفلوروكينولونات بشكل مديد وبجرعات منخفضة خوفاً من تحفيز إنشاء عترات جرثومية منيعة وتنتج مناعة تصالبية مع مضادات حيوية أخرى. الحالات التي لها علاقة مع الزوائف يجب أن يتم التحري عنها بحرص إن كانت تخضع للمسبب المرضي الذي يجب أن تصحح كلها إن أمكن ذلك. وفي الوقت الذي تطور فيه الزوائف مقاومة للفوروكينولونات، فلن يكون هناك علاج كاف لهذه الجراثيم بعدها.
الجنتاميسين: والأمينوغليكوزيدات الأخرى هي مجموعة كبيرة جداً (وهي جزيئات قطبية منحلة في الماء) لذلك فهي ذات حجم توزع منخفض ولا تنفذ من حاجز الدم – بروستات. وهي غير ممتصة عند إعطائه فموياً ويجب إعطائها بالطرق (تحت الجلد، حقن عضلي، أو حقن وريدي). للأمينوغليكوزيدات الطيف العلاجي ذاته للفلوروكينولونات ولكن استعمالها بالنسبة لالتهابات السبيل البولي محدودة بسب ضرورة استعماله حقنا والخطورة المتعلقة بتفاعله مع أي شيء مسبباً تسمماً واستخدامه قصير الأمد. وكما الفلروكينولونات فإن فعالية الامينوغليكوزيدات تعتمد على الجرعة وهي قاتلات للجراثيم مع فعالية مديدة بعد الإعطاء، لذا فيكفي إعطاؤها مرة يومياً علاجياً ولمدة قصيرة يكون فعالاً وذو تعقيدات سمية للكبيبات الكلوية. يمكن أن تعتبر للاستعمال في المستشفيات وضمن عيادات المرضى لعلاج التهابات السبيل البولي للمسببات المرضية المقاومة للفلوروكينولونات، و يجب التأكيد على أهمية تحديد وتصحيح الأمراض الكامنة.
النتروفيوان: موجودة عند البشر على شكل حبوب ومضغوطات ومعلقات للأطفال. فهو غير شائع الاستخدام في الحقل البيطري. وهو عادة يستخدم عند البشر لعلاج التهاب المجاري البولية لأنه يمتلك حجم توزع ضئيل جداً والتراكيز العلاجية تحقق فقط في البول. وهو يعتبر عقاراً مسرطناً، لذلك لا يستخدم عند الحيوانات المأكولة ولكن استعماله يزداد اتساعاً عند الحيوانات الصغيرة
بالترافق مع تطور مقاومة المسببات المرضية لباقي المضادات الحيوية البيطرية الأخرى. يستعمل النيتروفيوران لعلاج الإصابة بالاي كولاي والمكورات المعوية والمكورات العنقودية وجنس الكليبسيلا وجنس الأمعائيات. وهو مستطب بشكل متزايد في حال الاصابة بالتهاب المجاري البولية الناشئة عن المسببات المرضية المعندة على الكثير من المضادات الحيوية. ولم يتم التحري عن الآثار الجانبية والحركية الدوائية عند الكلاب والقطط أو الخيول بالنسبة للنيتروفيوران وحتى الجرعات اليومية المطلوبة الأمر الذي لا يريح مالكي الحيوانات.
التيتراسيكلين: هي مضادات موقفة للجراثيم مذبذبة تمتلك حجم توزع عالٍ في الجسم. التتراسيكلينات هي مضادات حيوية واسعة الطيف ولكن بسب مقاومة التوسط البلاسميدي فإن الحساسية متغايرة بالنسية لكل من المكورات العنقودية والمكورات المعوية والامعائيات الاي كولاي الكليبسيلا والبروتيوس. وتعتبر الزوائف مقاومة في معظم الانسجة، ومع ذلك فباعتبار أن التتراسيكلينات تطرح غير بدون تغيير في البول فإن تراكيزها العالية فيه قد يكون لها الأثر العلاجي. الدوكسيسيكلين هو من التتراسيكلينات شديدة الانحلال بالدسم وتحمله أفضل عند القطط ويصل للتراكيز العلاجية في البروستات لذلك فقد يكون مفيداً لعلاج التهابات المجاري البولية. وقد يكون الدوكسيسيكلين مناسباً للتأثير على المكورات العنقودية البولية المقاومة لمضادات الميثيسلين. إن تم إعطاء الحيوان كبسولات من العقار نفسه فيجب التأكد من شربه كميات وافرة من الماء لضمان وصول المضغوطات للمعدة لأن بقائها في المريء قد يؤدي إلى العديد من التنكرزات الموضعية اللاحقة في بنيته.
التريميثوبريم والسلفوناميدات: (TMP-sulfas) هي مشاركة لعقارين مختلفين تماماً ويتآزران بأطوار مختلفة للتأثير على منحى تخليق فوليك أسيد الجرثومي. فالتريميثوبريم هو موقف للجراثيم ولهذا العقار الأصلي حجم توزع عالي وزمن نصف عمر إطراحه قصير. بينما السلفوناميدات هي موقفات للجراثيم حمضية التفاعل مع حجم توزع متوسط وزمن نصف عمر طويل (يتراوح بين 6>24 ساعة). وتجمع بنسب 1إلى 5 بالنسبة للسلفا وهو التركيز الأمثل لإيقاف الجراثيم أما الجمع بنسبة 1 إلى 20
فهو التركيز الأمثل لقتل الجراثيم. معظم الخدمات الطبية يستخدمون تركيز 1 إلى 20 لاختبار الحساسية بيد أن خواص الحركية الدوائية لهذه التركيبة من الصعب تحديدها لتقرير الجرعة وبرنامج الإعطاء للوصول لنسبة 1 إلى 20 في موقع الإصابة في الجسم. وبالرغم من عبور هذه التركيبة عبور الحاجز (دم- بروستات) فمركبات السلفا تكون غير فعالة في الأوساط الصديدية لتوفر مادة حمض بارا أمينوبينزويك بشكل حر المنطلق من العدلات الميتة. المشاركة بين السلفاميدات والتريميثوبريم ذات تأثير متآزر قاتل لجراثيم المكورات العنقودية والعقدية والاي كولاي والبروتيوس. ويختلف تاثير هذا المشاركة على الكليبسيلا والمكورات المعوية، أما الزوائف فهي مقاومة لها. تتعلق بهذه المشاركة العديد من التاثيرات الجانبية، والجرعة المنخفضة طويلة الأمد قد تقود إلى تثبيط عمل نقي العظم التهاب القرنية والملتحمة سيكا (العين الجافة) عند الكلاب.
برامج الجرعات في التهاب المجاري البولية:
المدة العلاجية لالتهاب المجاري البولية في هذه الأيام أمر مثير للجدل. وعلى الرغم من ذلك فالحيوانات تعالج بشكل روتيني بالمضادات الحيوية ما بين 10 – 14 يوماً، وبرامج علاجية أقصر عند البشر يمكن أن توصف لعلاج نفس الحالة بما فيها الجرعة الأحادية من الفلوروكينولون. فالمقارنة العلاجية ذات 3 أيام بجرعة واحدة عالية من الإنروفلوكساسين مع جرعة أسبوعين مرتين يومياً للاموكسيسلين مع الكلافولانيك أسيد نجد أن النتائج متقاربة في علاج الاتهابات البولية البسيطة عند الكلاب. مع أن الدراسات الموسعة مطلوبة أيضاً لتحديد برنامج الجرعات الأنسب لمختلف أنواع المضادات الحيوية أو عدم ملاءمتها بالاعتماد على الفلوروكينولونات باعتبارها في المرتبة الاولى لعلاج التهابات المجاري البولية البسيطة. قد تحتاج الحيوانات التي لديها التهابات بولية معقدة إلى برامج علاجية أطول والمسببات المرضية الكامنة يجب أن يتم الكشف عنها أيضاً. الالتهابات البولية المزمنة والتهاب الكلية والحويضة والتهاب البروستات قد تحتاج علاجات من المضادات الحيوية التي تمتد ما بين 4 – 6 أسابيع، مع محاذير اختيار المضادات الحيوية المقاومة. ويجب إجراء متابعة إجراء زرع بولي بعد 4 – 7 أيام. ويجب أن يتم زراعة البول بعد 7 – 10 أيام من إتمام العلاج بالمضادات الحيوية لتقرير ما إذا كان التهاب المجاري البولية قد تمت السيطرة عليه أو قد تم تأمينه.
التعامل مع مختلف أنماط التهاب المجاري البولية:
إذا حدث التهاب المجاري البولية عند الكلاب والقطط مرة أو مرتين سنوياً فإن كل نمط يجب أن يعالج على أنه التهاب بوليّ حاد وغير معقد. أما إذا تكرر النمط أكثر من ذلك مع عدم إمكان تمييز العومل المهيئة له أو حتى تصحيحها، فقد يكون العلاج بجرعات منخفضة من المضادات الحيوية طويلة الأمد مطلوبة وضرورية. تراكيز المضادات الحيوية المنخفضة في البول يمكن أن تتدخل في عملية تشكل خيوط الأهداب لبعض المسببات المرضية مانعة إياها من الالتصاق على ظهارة المجاري البولية. قد يكون التهاب المجاري البولية المتكرر عند الكلاب متسبباً عن مختلف عترات الجراثيم المختلفة قد يصل إلى 80% من الوقت، لذلك يجب أن تجرى عملية الزرع الجرثومي واختبار الحساسية. ويجب أن تبدأ المعالجة الجرثومية قبل أن تظهر النتائج وتكرر يومياً بثلث مقدار الجرعة المخصصة لهذا العقار. يجب أن يكون آخر ما يقدم مساء هو عقار المضاد الحيوي لضمان احتواء المثانة على البول الحاوي على نسبة عالية من المضاد الحيوي وبأطول فترة ممكنة.
أفضل المضادات الحيوية للاستخدام للعلاج طويل الأمد وبجرعات منخفضة تتضمن الأموكسيسلين والأمبيسلين والأموكسيسلين مع الكلافولينيك أسيد والدوكسيسيكلين والسيفاليكسين والسيفادروكسيل والنيتروفيوران. ويمكن استخدام التريميثوبريم والسلفاميدات ولكن يجب التزويد بمركبات الفولات بجرعة (15مغ/كغ مرتين يومياً) لمنع حدوث تثبيط نقي العظم، وهناك خطورة حدوث حالة العين الجافة في حال الاستخدام المديد لهذا العلاج. وبالرغم من ميل المالكين لاستخدام الجيل الثالث من السيفالوسبورينات مثل السيفادروكسيم والسيفوفوسين والفلوروكينولونات فإنها لا يجب ان تستخدم للعلاج المديد. يجب إجراء زرع البول في العلاجات طويلة الأمد ويكرر كل 4-6 أسابيع. وطالما بقيت نتائج الزرع سلبية فالعلاج يجب ان يستمر لمدة 6 أشهر. وبعد 6 أشهر من بول خال من الجراثيم فإن العلاج طويل الأمد قليل الجرعة يمكن أن يوقف وقد لا تحتاج هذه الحيوانات إعادة العلاج مرة أخرى. في بعض الحلات قد يستمر لمدة أعوام عند الحيوانات التي تعاني من التهابات المجاري البولية المتكررة.
الفشل العلاجي:
قد يكون فشل العلاج بسبب ضعف التزام مالك أو الاختيار غير الملائم للمضاد الحيوي أو الفترات بين الجرعات غير ملائمة أو وجود مقاومة للمضاد الحيوي أو عدوى ضاري أو مسببات مهيئة كامنة (مثل الحصيات البولية التورمات أو رتوج ريشال). إذا فشلت معالجة التهاب المجاري البول البسيطة أو المعقدة يجب أن يجرى تقييما مباشرا لتحديد وإن أمكن تمييز السبب المباشر لهذا الفشل. وعند مواجهة المعالج حالة فشل علاج فعليه أن يحدد ما إذا كان الأمر عبارة عن إنتاكس أم أنه إعادة العدوى. قد تكون الانتكاسة نتيجة للمسببات المتواجدة في السبيل البولي مع تعزيز الفوعة الذاتية التي تحدث مع ما يجب استخدامه من مضادات جرثومية فعالة. عترات الاي كولاي البولية لديها عدة آليات خبيثة تمكنها من الغزو والبقاء على قيد الحياة والتكاثر ضمن الطبقة الظهارية للسبيل البولي. فبقاء الاي كولاي المسببة للعدوى حبيسة الطبقة الظهارية للمثانة يشكل تحديا علاجيا كبيرا عند كل من الانسان والحيوان. ولا يوجد إجماع واضح في الثقافة الطبية حول الطريقة المثلى للتعامل مع مثل هذه العدوى المتكررة من التهاب المجاري البولية.
مقاومة المضادات الجرثومية بالنسبة للمسببات المرضية البولية:
المناعة التي تكتسبها المسببات المرضية البولية هي مصدر اهتمام بالغ عند كل من الطب البشري والبيطري. فالمقاومة المتفشية للمسببات المرضية البولية ضد المضادات الجرثومية المتعددة تزداد. وخاصة عند إصابة الكلاب والقطط. الجين المقاوم للبيتالاكتام عند الجراثيم يزداد تمددا وخاصة عند الاي كولاي المعزولة من الحيوانات المدللة. وقد تم الابلاغ بشكل واسع عن حدوث زيادة في مقاومة مركبات الفلوروكينولونات لدى الاي كولاي عند الكلاب. وبما أن آلية المقاومة للفلوروكينولونات تتعلق باستمرار بمضخات ايفلوكس فقد تنتقل تلك المقاومة لتصبح مقاومة لمختلف المضادات البكتيرية. كما تزداد مقاومة الفلوروكينولونات عند
باقي المسببات الجرثومية للالتهابات البولية بما في ذلك عزولات المكورات المعوية والبروتيوس ميرابيلي، والمكورات العنقودية بسيدو إنترميديوس، وعزلت المكورات العنقودية المقاومة للميثيسلينات من الكلاب المصابة بالتهاب المجاري البولية. هناك أدلة متزايدة عن كون الحيوانات عبارة عن خزانات للجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية التي يمكن أن تنتقل إلى البشر لاحقا. المكورات المعوية المعزولة من التهابات البول عند الكلاب اثبت تعلقها بمختلف مظاهر المقاومة للمضادات، مع تزايد إبدائها للمقاومة ضد ثلاثة أو أكثر من المضادات الجرثومية.
أبدت عزلة واحدة من المكورة المعوية فاسيوم مستوى عال للمقاومة ضد الفانكومايسين والجنتاميسين. وافترض التحليل المتكرر أن هذه المقاومة قد تعود إلى التبادل الجيني ما بين المكورات المعوية البشرية والكلبية. هنا يكون استعمال المضادات الجرثومية البشرية هي “الملاذ الأخير” عند الحيوانات المصابة وهذا الأمر هو شيء مثير للجدل. المضادات الحيوية (فانكومايسين، إيميبينيم-سيلاستاتين، ميروبينيم، فوسفومايسين، كوينبريستين-دالفوبريستين، والديكاسيكلين) يجب أن لا تستعمل بشكل روتيني لعلاج الالتهابات البولية عند الحيوانات. يجب الاعتماد على التحكم بالعدوى غير المستخدم للمضادات الجرثومية يجب أن يقرر كلما أمكن ذلك. فاللقاحات المصنوعة محليا، عصير التوت البري ومستخلصه، مركبات البروبيوتيك، ومقاومات الالتصاق والغزو وتحفيز بيلة جرثومية عديمة الأعراض قد تمكننا من ادخار فعالية المضادات الجرثومية.