يعتبر إنتاج الحليب في القطعان الحيوانية مهماً سواءاً كان استخدامه كمنتج تجاري مستقل أو لتغذية الحيوانات التي يتم استيلادها داخل القطيع، ويعتبر إلتهاب الضرع من أكثر المشاكل شيوعاً والتي تواجه مربي الحيوانات كونه يخفض إنتاجية الحيوانات المصابة به سواءاً كان الحليب للأغراض التجارية أو لتغذية الصغار، بالاضافة لما قد يسببه من أخطار على صحة الإنسان مثل التسمم الغذائي، وكذلك خطورته على صحة الحيوان بشكل عام.
سنستعرض في هذا المقال أهم النقاط التي يجب مراعاتها للتقليل من حالات الإصابة بهذا المرض وكذلك كيفية الوقاية منه بإذن الله.
أولاً: ما هو إلتهاب الضرع؟
هو مرض يصيب الضرع ويتسبب بقلة انتاج الحليب أو انعدامه أو تغير لونه بحيث يصبح ذو قوام مائي أو مصحوبا بالدم او متجبنا أو مصفراً. وقد يصبح الضرع بعد الإصابة به متورماً أو متحجراً أو بارداً.
ما هي أسباب إلتهاب الضرع؟
أسباب التهاب الضرع كثيرة ولكن أكثرها شيوعاً الأسباب الجرثومية مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات وبعض انواع المفطورات.
كيف تدخل تلك الجراثيم إلى جسم الحيوان؟
- عن طريق حلمة الضرع.
- عن طريق الجروح الخارجية التي تصيب الضرع.
- قد يصاب الحيوان بمرض ما وتنتقل العدوى من داخل الجسم إلى الضرع.
ويساهم الإجهاد على سهولة إصابة الحيوان بالمرض كما في حالة إجهاد الولادة.

كيف تنتقل العدوى من حيوان لآخر؟
- تلوث أرضية الحظيرة بإفرازات الضرع المصاب ويتضح ذلك من خلال الممارسات الخاطئة أثناء حلابة الضرع المصاب على التربة، الأمر يؤدي إلى تلوثها فيسهل دخول الجرثومة عن طريق فتحة الحلمة أو عن طريق الجروح أو الخدوش الخارجية إلى ضرع بقرة أخرى.
- قد تنتقل عن طريق يد الإنسان من حيوان لآخر اثناء الحلابة.
- عن طريق أدوات الحلابة الملوثة.
ما هي أعراض الإصابة بالتهاب الضرع؟
هناك عدة أنواع من التهاب الضرع، فهناك التهاب الضرع السريري وهو الذي يمكن ملاحظة أعراضه بشكل ظاهري، وهناك التهاب الضرع تحت السريري (غير واضح الأعراض) وهو الذي يصيب الحيوانات مسببا قلة انتاجها ولا يُظهر أعراضاً ظاهريةً ولا يمكن اكتشافه الا باستخدام أدوات مساعدة .
وهناك تصنيف آخر لالتهاب الضرع، بناءاً على الشكل الظاهري للمرض وهو:
- الشكل الحاد: وهو أول مراحل إصابة الضرع بالمرض ويعد أفضل وقت لمعالجة الحيوان المصاب فيه، وتكون أعراضه كالتالي:
أ. ارتفاع في درجة حرارة الحيوان العامة عن المعدل الطبيعي وخاصة إذا كانت الإصابة في الضرع كله.
ب. خمول الحيوان.
ت. تورم الضرع المصاب واحمراره وسخونته بحيث يمكن ملاحظة ذلك بالعين المجردة واللمس. ث. عرج القوائم الخلفية وخاصة إذا كان الالتهاب بكامل الضرع، أو برجل واحدة اذا كان الالتهاب جزئياً.
ج. تغيرلون وقوام الحليب المفرز من الضرع، وقد يلاحظ بالعين المجردة أو بالفحص بالاختبارات السريعة مثل اختبار كاليفورنيا .
- الشكل المزمن: وهو الشكل الذي يؤول إليه الشكل الحاد إذا لم يتم علاجه أو الانتباه لحدوثه، وأعراضه كالآتي:
أ. انخفاض إنتاج الحليب في الضرع المصاب.
ب. ورم خفيف مائل إلى الصلابة في الضرع المصاب أو بعض أجزائه.
ت. تغير في لون وكثافة الحليب المفرز من الضرع المصاب فيمكن أن يكون مائياً – أصفراُ – متجبنا – أو مدمما بحسب نوع الجرثومة.

- الشكل الغرغريني: وهو من أخطر أشكال الإصابة وقد يؤدي إلى موت الحيوان اذا لم تتم معالجته، وتكون أعراضه كالآتي:
أ. تورم الضرع.
ب. رائحة كريهة جداً من الضرع المصاب.
ت. ملمس الضرع بارد.
ث. تغير في لون وكثافة الحليب.
ج. يمكن تمييز منطقتين على الضرع أحدهما باردة وزرقاء غامقة اللون والأخرى بلون الضرع الطبيعي وهذا يظهر مدى تقدم الإصابة بالمرض في الضرع.
ح. عند ترك هذه الحالة دون علاج تحدث مضاعفات وقد يصل الميكروب وافرازاته إلى الدم ويمكن أن يؤدي إلى نفوق الحيوان.
خ. قد يسقط الجزء المصاب من الضرع نظرا لموت نسيجه والجلد الذي حوله .

- 4. الشكل المتليف: وهو الشكل الذي يؤول إليه الضرع إذا لم يعالج جيداً أو بشكل غير كامل ويتحول الضرع من نسيج مفرز للحليب إلى نسيج متليف متحجر ويفقد وظيفته بذلك .
ما هو العلاج؟
يجب مراجعة أقرب طبيب بيطري ليتم العلاج على أسس سليمة، ويجب المسارعة إلى علاج الحيوان المصاب كي لا يتطور المرض ويتعقد إلى أشكال أخرى.
ويجب قبل البدء بالعلاج غسل الضرع من الخارج وكذلك غسل أيدي الشخص القائم بالمعالجة لتلافي نقل عدوى جديدة للحيوان.
ويتم العلاج باتباع الخطوات التالية:
- تفريغ الضرع من الحليب تماما قبل كل معالجة، ويمكن تفريغ الضرع بواسطة الحلابة أو باستخدام سيفون الضرع (ميل الحلمة) (وهو انبوب معدني او بلاستيكي يتم ادخالها داخل الحلمة بعد تعقيمه لتفريغ الضرع من الحليب).
ويراعى أن يتم تفريغ الضرع من الحليب في أواني بلاستيكية أو معدنية ولا يجب أن يسقط الحليب على الأرض لمنع تلوث التربة بالميكروب، ويجب التخلص من الحليب الملوث بحرقه أو دفنه أو مزجه مع المطهرات.
- إعطاء المضادات الحيوية الموضعية الداخلية للضرع وتوجد على شكل أنابيب (عصارات) مجهزة لوضعها داخل الضرع، ويجب تخصيص أنبوبة (عصارة) لكل حلمة لمنع انتقال العدوى بين الحلمات.
- عمل كمادات باردة لتخفيف حدة الاحتقان، ومن ثم وضع المركبات التي على هيئة دهون أو مراهم على سطح الضرع الخارجي وهي ملطفة ومبددة للحرارة.
- التهاب الضرع قد يؤدي في بعض الحالات إلى تضخمه وتدليه لذا يجبرفع الضرع عن الأرضلمنع ارتخائه وحمايته من الجروح.
- إعطاء المضادات الحيوية العامة بالحقن مثل البنسلينات ويجب أن يستمر العلاج لمدة 4-5 أيام على الأقل تحت إشراف الطبيب البيطري للتأكد تماما من الشفاء وضمان عدم انتكاس الحيوان.
- قد يرى الطبيب البيطري إعطاء مضادات الالتهاب مثل الديكساميثازون لتخفيف التهاب الضرع وتوذمه.
علاج الشكل المزمن من التهاب الضرع يبنى على الآتي:
- يتم تكرار الخطوات (1-2) التي سبق ذكرها في علاج الشكل الحاد.
- عمل كمادات دافئة على الضرع المصاب من 2-3 مرات يومياً ثم يجفف بعد كل مرة.
- يدهن الضرع جيداً بالمرهم الخارجي مثل مرهم اليود 3% وذلك لتنشيط الدورة الدموية في الضرع.
- استمرار العلاج تحت اشراف الطبيب حتى التأكد من تمام الشفاء.
علاج الشكل الغرغريني والشكل المتليف:
الهدف الأساسي من علاج الشكل الغرغريني هو المحافظة على الحيوان حيث أنه ليس من السهولة منع موت الضرع بعد الإصابة بهذا الشكل، وقد يوضع الحيوان لغرض التسمين أو الاستفادة من الأرباع الأخرى من الضرع للحليب ان لم يتم إصابتهم. وقد يضطر الطبيب لاستئصال الضرع جزئياً او كلياً إذا أصيب بأحد الشكلين السابقين.

كيف تتم الوقاية من التهاب الضرع في الحيوانات؟
- أول خطوة في الوقاية من الإصابة بهذا المرض هو عزل الحيوانات المصابة في مكان مستقل عن الحيوانات السليمة لمنع انتقال العدوى منها.
- تطهير الحظائر بعد عزل تلك الحيوانات للقضاء على الجراثيم التي قد تكون موجودة بالتربة وذلك باستخدام المطهرات مثل مركبات الأمونيوم الرباعية والفينول وغيرها.
- الحرص على نظافة الحظيرة بأستمرار وإزالة مخلفاتها اولاً بأول.
- بعض المسببات المرضية يمكن الوقاية منها بالتحصين مثل مرض التسمم الدموي وكذلك أمراض المايكوبلازما.
- التقليل من الأدوات الحادة التي قد تسبب جروحاً في الضرع وانتقال العدوى إليه مثل المعالف التالفة وكذلك بقايا أسلاك تربيط الأعلاف.
- تفريغ الحليب كاملا من الضرع السليم حتى لا يؤثر بقائه على صحة الضرع.
- إرضاع مولود الحيوان صناعيا إذا كان إرضاعه مباشرة من الضرع يؤدي إلى جروح في الحلمات وخاصة في حالة إصابة الحيوانات ببعض الأمراض مثل مرض التهاب الفم الجلدي الساري.
- المبادرة بعلاج أي جروح أو خدوش بسيطة في الضرع في أسرع وقت ممكن وذلك باستخدام المطهر أو بخاخ الجروح.
- مراعاة فحص الحيوانات التي تدر الحليب وفحص لبنها من أجل المبادرة باكتشاف أي حالة مرضية وذلك لتجنب المضاعفات.
- عدم ترك الحيوانات التي لم تعالج بعد داخل القطيع أو ترك الضرع المريض يجف حيث أن الجرثومة تكون نشطة جداً في موسم الحليب القادم ويجب التخلص من الحالات التي لا تستجيب للعلاج.
- عند حلابة الحيوان يفضل أن يقوم الحلاب بغسل يديه جيداً بالماء والصابون وغسل الحلمات بماء دافئ ويفضل رش مطهر موضعي على الحلمات قبل البدء بالحلابة لمنع انتقال العدوى بسببه.
- في المزارع التي تستخدم ماكينات الحلابة يجب الاهتمام بنظافة تلك الماكينة وتطهيرها قبل الحلابة.
- يجب عدم استخدام حليب الحيوانات المصابة للاستخدام الآدمي أو لإرضاع الحيوانات إلا بعد انقضاء فترة العلاج وفترة السحب والتي تكون مذكورة على النشرة الخاصة بالعلاج.
14. يفضل عمل فحص دوري للقطعان للتأكد من عدم وجود التهاب غير ملحوظ بالضرع ومن ثم السيطرة عليه قبل تطور

1 Comment
مجهود جميل وفقكم الله