للدجاج دور في الوقاية من الملاريا

مشاهدة الكل
للدجاج دور في الوقاية من الملاريا

Anopheles arabiensis

قد يكون للدجاج دور في الوقاية من الملاريا:

قد لا يبدو أن الدجاج سيكون مرشحا غير معتمدا للوقاية من الملاريا، ولكن الدراسات الحديثة تقترح أن الرائحة المنبعثة عن الدجاج تطرد البعوض وتقيه من لدغه. وقد يكون هذا الاكتشاف ملهما لطرق جديدة في حماية البشر من الاصابة بهذا المرض.

أعد الدراسة المؤلف ريتشارد إغنيل في الجامعة السويدية للعلوم الزراعية، ونشر هو وزملاؤه اكتشافاتهم بمجلة الملاريا.

الملاريا هو مرض ينتقل عادة من خلال لدغات البعوضة (الأنوفيلية) المصابة بطفيليات البلاسميديوم. وبحسب المنظمة العالمية للصحة فإن هناك حوالي 214 مليون إصابة بالملاريا حول العالم في السنة الماضية ومعدل وفيات تقريبي يصل إلى 438000 بسببه.

تعد جنوب الصحراء الكبرى ذات نسبة الإصابات الأعلى للملاريا إذ تصل إلى 89 بالمئة من مجموع إصابات العالم و91 بالمئة من نسبة الوفيات المتعلقة بالملاريا في سنة 2015.

تقتصر الاستراتيجيات الحالية في الوقاية من الملاريا ضمن المناطق عالية الخطورة على استعمال مبيدات البعوض وشباك اصطيادها، وبالرغم من أن هذه الاستراتيجيات تقلل من انتقال المرض ولكنهالا تزال غير كافية.

يقول إيغنيل: “لقد عانى سكان جنوبي الصحراء الكبرى من خطورة التعرض للملاريا لفترة طويلة من الزمن، وأصبح البعوض أكثر مقاومة تجاه المبيدات الحشرية بالاضافة إلى تغير عاداتها التغذوية .. مثال ذلك الانتقال من اللدغ داخل البيوت إلى خارجها. فلهذا السبب هناك حاجة لتطوير طرق تحكم جديدة”.

والآن يقترح هو وزملاؤه أن يتخذ الدجاج كملهم لاستحداث طرق جديدة لتطوير هذا التحكم.

لقد وجد أن عددا اقل من البعوض قد احتجزت في مصائد للبعوض التي قد أضيف لها خيوط تحوي رائحة الدجاج.

يستعمل البعوض حاسة الشم بشكل رئيسي لاختيار العائل والسلالة المناسبين.

وبوضع ذلك بالحسبان تم إجراء عدة دراسات حول السلالات التي تفضلها بعوضة الأنوفيليس أرابينسيس الناقل الشائع لمرض الملاريا فيكتور في جنوب الصحراء الكبرى بحسب الروائح المنبعثة.

تم جمع البيانات في البداية حول السلالات القاطنة في ثلاثة قرى في إيثيوبيا: واما كوسي، باكابورا وماشارا. وتتضمن السلالات الأكثر عرضةً سواءا حيوانات مثل (الماشية والدجاج) أو البشر.

بالاضافة إلى جمع الدماء من بطون البعوض سواء داخل البيوت أو خارجها في تلك القرى وتحليلها لمعرفة ما هو مصدر هذه الدماء ومن أية سلالة أتت.

وكما هو المتوقع كان التفضيل الأعلى للبعوض هو دم البشر بالنسبة للعينات المأخوذة من داخل البيوت أما العينات المأخوذة من خارجها كانت للمواشي مثل الأغنام والماعز ولكن الباحثون وجدوا أن البعوض يتجنب الدجاج سواءا داخل البيوت أو خارجها.

وبعد ذلك جمع الباحثون مجموعة عينات من الكائنات المعرضة للدغ البعوض وغير المعرضة أيضا وكانت هذه العينات من الشعر والصوف والريش، وأجري عليها تقييما لرائحة المواد المكونة لهذه التراكيب.

ضاف الباحثون تلك الروائح المتحصل عليها من العينات السابقة إلى مصائد البعوض لمعرفة ما إذا كانت ستنجذب لتلك الروائح أو تطردها. تم تركيب تلك المصائد على 11 بيتا في إحدى تلك القرى ولمدة 11 يوما، وفي كل بيت من تلك البيوت كان هناك شخصا واحدا ينام على سرير مغطى بشبكة بعوض لم تعامل بأي من طاردات البعوض.

By hanging a caged chicken near mosquito traps in bedrooms in three Ethiopian villages, researchers hoped to learn how the insects react to the scent of  a fowl

ووجد الباحثون أن المصائد التي تحتوي على رائحة ريش الدجاج تحتوى على نسبة أقل من البعوض مقارنة مع تلك المصائد التي فيها روائح المواشي أو السلالات المعرضة الأخرى.

ووجدوا أيضا أن وضع دجاجة حية بالقرب من مصيدة بعوض قد أظهرت أنها طاردة للبعوض أيضا.

وتعليقاً على نتائج ما حصلوا عليه من تنائج قال الباحثون مايلي:

“” تظهر الدراسة أن الجزيئات المتطايرة من الحيوانات غير العائلة للبعوض تمتلك قدرة على تقديم الحماية للناس المعرضون لخطورة التماس مع البعوض الناقل لمرض فيكتور أفضل من باقي برامج التحكم المستعملة الشائعة”

وأوضحوا أن الدراسات المستقبلية تهدف إلى التركيز على استعمال الروائح المعزولة من الدجاج بإضافتها لتركيبات طاردات البعوض التجارية بما يوافق شروط منظمة الصحة العالمية.

ويضيف الفريق قائلا: “وبتزايد التقارير حول مقاومة البعوض الناقل لمرض فيكتور للمبيدات الحشرية، فمن الملزم للجمعية العالمية للملاريا أن تغتنم طرق ومنتجات التحكم الحديثة هذه”.

 

This page is also available in: enEnglish

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *