تصبح الهررة يتيمة على الأغلب عندما لا تستطيع أمهم (الملكة) تقديم الرعاية الملائمة لهم.ربما يكون ذلك أيضا بسبب أنها لا تستطيع إفراز الحليب (تدعى هذه الحالة انقطاع الحليب) أو أنها تعاني من اضطرابات سلوكية أو فيزيولوجية تمنعها من تقديم الرعاية الكافية لأولادها. وحالات نادرة أيضا عندما تكون الأم غائبة بسبب الموت أو الإصابة أو أية تعقيدات ناشئة عن عسرة الولادة. وقد يصبح عمر الهررة المولودة عدة أسابيع قبل أن تصبح الأم قادرة على تقديم تلك الرعاية إليهم.
يحتاج نجاح تربية القطط الصغير التي بلا أم إلى جداول منتظمة للإطعام، تنظيف المخلفات، اللعب، والنوم وكل ذلك في بيئة نظيفة وآمنة. ولا يوجد اختلاف واضح في مبادئ تربية هرة واحدة يتيمة عن مجموعة هررة يتيمة في نفس الوقت. وفي معظم الأحيان تكون هناك عدة هرر يتيمة في وقت واحد أكثر من هرة واحدة. ورعاية مجموعة هررة يتيمة في غياب أمهم هو شيء مستهلك للوقت ولكنه أمر يتنهي بمكفأة رائعة. ومن الممكن جداً أن تعتني بمفردك بمجموعة قطط من الولادة بنفس النجاح التي تحققه أمهم الطبيعية. وللرعاية الناجحة لمجموعة قطط يتيمة يجب أن يضع أحدنا بحسبانه مايلي:
تكون الهررة السليمة ممتلئة الجسم وملمسها متماسك، دافئة هادئة وتنام معظم الوقت. أما الهررة غير السليمة تكون ذات عضلات ضعيفة مع نشاط أولي عالي وتصرخ كثيرا. وإن لم يتم رعايتها ستصبح ضعيفة وهادئة وتصاب بالسبات.
التغذية والفطام:
إن كان بالإمكان فمن المهم حصول الهررة على الرضاعة من أمهم في ال 12 ساعة الأولى للتمكن من الحصول على السرسوب. فإن الهررة قادرة على امتصاص الأجسام المضادة من السرسوب في ال24 ساعة الأولى فقط من الحياة. وإن كانت الأم مستعدة للسماح للقطط الصغيرة بالرضاعة بينما هي مستلقية وثابتة، هذا سيقلل من عبء العمل على المربي. وقد تقرر الأم في أيام قليلة أنها على استعداد للرعاية بمواليدها فذلك سيخفف العبء على المربي أيضا.
إذا كانت الملكة (الأم الوالدة) غير قادرة على الإرضاع ورعاية الصغار، فبالتأكيد سيحتاجون أن يطعمو عن طريق الزجاجة أو الأنبوب أو أن يتم إيجاد ملكة حاضنة أخرى. وعادة ما تقبل الملكات إرضاع صغار آخرين يملكون نفس حجم (وليس عمر) أبنائهن. ولا تتوقع منهن أن يقدرن على تولي أمر مجموعتين من القطط بمفردها. وستبقى الحاجة لدعم الصغار بالزجاجات أو الأنابيب للتغذية واردة.
زجاجات الحليب لصغار القطط متوفرة بسهولة وهي الطريقة المفضلة للتغذية. ويفضل ترك تغذية الأنابيب للأشخاص ذوي الخبرة. كون الأنبوب قد يعبر دون قصد نحو الرئتين ويسبب الاختناق عند تقديم تركيبة الغذاء. بالاضافة إلى كون الأنابيب خطرة فهي أيضا مضمونة للقطط التي فشلت بالرضاعة بشكل صحيح. وفي معظم الأحيان تبقى زجاجة الرضاعة هي المنصوح بها في جميع الأحوال. إن كانت القطط ضعيفة جدا لأن ترضع من الزجاجة فيجب أن يراجع الطبيب البيطري لتقديم المشورة في تقديم المعلومات والطريقة العملية لاستعمال الأنابيب في التغذية. يجب إطعام الهررة وهي على بطنها وليست على ظهرها كما يكون رضيع الانسان عادة.
تركيبات حليب الهررة التجاري متوفرة بسهولة ومتوازنة غذائيا لتلائم احتياجات الهررة اليتيمة. وتوجد وصفات لخلطات حليب متوفرة لصناعتها منزليا أيضا، ولكنها غير متوازتة غذائيا بشكل تام، ولكنها ستكفيهم لعدة أيام حتى تتوفر التركيبة التجارية. والنوع KMR هو نوع حليب معروف جيدا كبديل لحليب القطط.
التركيبة الاسعافية كبديل لحليب القطط هي:
3 أونصات حليب مكثف
3 أونصات ماء
4 أونصات لبن رائب كامل الدسم
3 صفارات بيض كبيرة أو 4 صفارات بيض صغيرة (بدون بياض)
لا تستبدل حليب الأبقار أو الماعز ببديل حليب قطط عالي النوعية. فهما غير متكافئين. ولا تقدم بياض بيض نيء، لأنه قد يحدث نقصا في البيوتين بسبب الانزيم الموجود في بياض البيضة. وهذا الانزيم يتخرب بالطبخ. قد يحتوي العسل على بكتريا قد تكون مميتة للقطط الصغيرة.
سواء كنت تستعمل تركيبة تجارية جاهزة أو تركيبها منزليا فعليك أن تحضر كمية تكفيك يوما واحدا فقط وحفظها في البراد. اغسل وجفف الزجاجات وحلماتها أو أنابيب التغذية في الفترات ما بين الوجبات. دفّئ بديل الحليب في وعاء يحوي ماء حتى يصل إلى درجة حرارة ما بين 36-37 درجة مئوية قبل البدء بالارضاع. اخطله جيدا قبل الاستعمال لتقليل خطورة وجود أماكان أكثر حرارة من الباقي.
تحتاج القطط الصغير أن تتجشأ خلال وبعد كل رضعة، أمسكها للأعلى فوق كتفك وربت على ظهرها. يجب ان تجري الرضاعة من الزجاجة أو الأنابيب بحذر شديد للحيلولة دون ارتشاف هذه التركيبة كي لا يقود إلى الارتشاف الرئوي أو الاختناق. بادل بين التغذية بالأنابيب بالإرضاع من الزجاجة مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم لتأمين الشعور بمتعة منعكس المص عند القطط. هذا ما يساعد القطط على التخفيف من نزعة مص بعضها بعضا مما يمنع تشكل القروح لها.
تحتاج الهررة بعمر 24-48 ساعة الأولى 1مل من الحليب كل ساعة. وتزاد يوميا بمعدل 0.5 مل لكل وجبة حتى الوصول إلى الحد الأعظمي وهو 10 مل للوجبة الواحدة. تحتاج الهررة من 9-12 وجبة يوميا. خلال الأسبوع الثاني يجب ان تكون 5-7 مل لكل وجبة. السبوع الثالث يجب أن يبدأ تزويدها بعصيدة الهررة 3 مرات يوميا ويستمر اللإرضاع بالزجاجة. الأسبوع الرابع يجب أن يتناولوا 4-6 زجاجات يوميا بالإضافة إلى العصيدة التي يجب أن تقدم 4-5 مرات يوميا. وجبات منتصف الليل يجب ان تقلل ومن ثم تلغى عندما تستطيع القطط تناول العصيدة بشكل جيد. ومكن أن يتم الانتقال إلى الطعام الجاف بشكل تام في عمر 7 أسابيع. نقص التغذية عند القطط الصغير أمر غير مستبعد فلذلك يجب أن يتم مراجعة الطبيب البيطري بما يخص الراتب الغذائي للقطط.
عليك وزن الهررة يوميا في العشرة أيام الأولى من العمر وفي نفس التوقيت لتراقب اكتسابها للوزن. وبعد ذلك تكرر هذه العلمية 3-4 مرات أسبوعيا لمدة عشر ايام أخرى. فالعلامة الأولى الأكثر شيوعا للمرض هي نقص اكتساب الوزن أو نقصان الوزن. يجب ان تكتسب كل هرة ما بين 50-100غ في الأسبوع. ففي اليوم 14 من الولادة يجب أن يكون الوزن قد تضاعف ضعفين. وبشكل عام إن كانت الهررة لا تكسب وزنا فإنها بحاجة إلى طعام أكثر. وإن تطور الاسهال للهررة فمعنى ذالك أنها تطعم زيادة.
Orphan Kitten Feeding Schedule | ||||
Weeks Postpartum | Type of Food | Feedings Per Day | Volume of Formula Per Meal | Body Weight |
1 | KMR | 9-12 | 1-7 ml | 100-200 grams |
2 | KMR | 9 | 7-9 ml | 200-300 grams |
3 | KMR; introduce solids | 9 | 10 ml | 300-360 grams |
4 | KMR; solids | 7 | 10 ml | 350-420 grams |
5 | KMR; decrease KMR in solids | 7 | 8 ml | 400-500 grams |
6 | KMR in bowl; solids | 6 | * | 450-600 grams |
7 | Wean from KMR | 3 | * | 500-700 grams |
التعامل مع الفضلات:
لا تستطيع الهررة أن تتبول أو تحظى بحركة أمعاء طبيعية بمفردها. فهي تفقتر للتحكم العضلي الضروري لهذه الوظائف. فيجب تحفيز الهررة لتتبول ولتتغوط. وهذه المهمة تقوم بها الأم بشكل طبيعي. فتنظيفها أولعقها لمؤخرة القطة يحفز التبول والتغوط. أما الهررة اليتية فيجب تحفيزها يدويا من خلال مالكها لتميكنها من التبول والتغوط. ويجب ات تجري هذه العملية بعد كل وجبة. ولحسن الحظ فهذه العملية سهلة. تستعمل كرة قطنية أو قطعة ناعمة من النسيج تفيد بشكل جيد. رطبها بالماء الدافء ودلك بلطف المؤخرة. وخلال دقيقة أو اثنتين تكون القطة قد تبولت و/أو تغوطت. بعض القطط تستجيب بشكل أفضل قبل الوجبات وبعضها بعد الوجبات. فعليك أن تجرب في المرحلتين كي تبقي القطط بصحة أفضل. سجل جدولا عن مرات تبول وتغوط كل قطة. ويستمر تحفيز القطط على هذا المنوال حتى تتطور وتقوى عضلات المثانة والأمعاء وعادة ما يكون ذلك بعد 21 من العمر. معظم الهررة تكون قادرة على التخلص من مخلفاتها بمفردها بالأسبوع الثالث من العمر.
نظف الهررة ويكون عملك ممنتهيا حتى حلول الوجبة التالية. راقب البول والبراز لتحري علامات المرض إن وجدت. يجب أن يكون البول شاحبا أو أصفر شفاف. إن كان أصفر غامق أو برتقالي اللون فإن الهررة لا تحصل على غذاء كاف. لا تقدم الكثير من التركيبة في نفس الوقت ولكن عدّد وجبات الإطعام فذلك أفضل. البراز يجب أن يكون باهتا إلى البني الغامق ومتصلب جزئيا. البراز الأخضر يدل على العدوى، والبراز القاسي يدل على عدم كفاية التغذية. ومرة أخرى إذا كان البراز قاسيا فيجب أن تزيد مرات الإطعام بدلا من إطعام الوجبة كاملة في مرة جلسة واحدة. يمكن أن نطعم الهررة كمية زائدة من الطعام ولكن لا يجب أن تتكرر هذه الحالة فالكثير من الطعام يسبب النفاخ والغازات الارتجاع وفي بعض الأحيان الارتشاف الرئوي.
الحرارة والرطوبة:
يجب وضع القطط في درجة حرارة غرفة ملائمة لكي تبقى بصحة جيدة. لا تستطيع الهررة أن تحتفظ بحرارة جسمها أو حتى أن تصاب بالقشعريرة لتولد الحرارة. التزويد بمولدات الحرارة الاصطناعية مثل الحضّانة ومصباح الحرارة ووسائد الماء الدافء وبساط التدفئة الكهربائية المصممة للحيوانات الصغيرة المولودة حديثا تبقي الهررة بدرجة حرارة صحيحة. وبغض النظهر عن مصدر الدفء هذا، فيبقى من المهم جدا أن لا تزيد الحرارة لتسبب الاحترار أو الحروق للقطط. استعن بميزان حرارة لتراقب الحرارة المثالية في هذه الحالة.
يزود مصباح كهربائي عادي 25 وات ممدود ضمن علبة القطة بحراراة كافية. ضع ميزان حرارة عادي تحت مصدر التدفئة لمراقبة الحرارة. إن تم استخدام وسائد التدفئة فيجب أن تراقب عن كثب إذ يمكن أن تكون القطط ضعيفة جدا لتتحرك بعيدا عنها إذا سخنت ومن ثم تحترق. إن تم استخدام وسائد التدفئة فيجب ان تلف بمنشفة سميكة أو بقطعة صوف لحماية الهررة من الحروق.
في الأسبوع الأول يجب تثبيت درجة حرارة الغرفة ما بين 29- 32 درجة مئوية مع رطوبة نسبية 55-65%. وفي الأسابيع الثلاث التالية تخفض الحرارة لتصل 23.5 درجة ويستدل عليها بمراقبة الفطرة الطبيعية للهرر. إن كانت القطط تتجمع فوق بعضها بعضا في كل الأوقات فإنها تشعر بالبرد. أما إذا كانت متبعثرة ومتباعدة كثيرا فهم يشعرون بالحراراة الزائدة. وإن كانت تستلقي بجانب بعضها بعضا فالحرارة مناسبة.
الهررة حديثة الولادة تكون باردة الدم ويجب أن تدفا ببطء لمدة 2-3 ساعات لتصل لدرجة الحرارة الطبيعية وتعادل 36.1 درجة وهذه الحرارة الطبيعية يجب أن يوصل إليها قبل البدء بإرضاعها. تملأ عبوات صغيرة بماء دافئ وتلف بمنشفة وتوضع بجانب القطط فتكون كافية وتغير كلما اقتضت الحاجة بسهولة. أما درجة حرارة جسم القطط الطبيعية بعمر 4 أسابيع تكون ما بين 37.5-38.5 درجة مئوية.
أبق الرطوبة بمستويات كالتي تلائم الحدود المريحة للبشر ذاتها. ففي الصناديق المصنوعة منزليا يتم وضع منشفة مبللة بالماء فوق الصندوق لتساعد على تأمين الرطوبة. إياك أن تربي القطط في مكان رطب أو قبو متعفن. هذه الأنماط من الرطوبة عادة ما تكون باردة وتؤهب لنمو الأعفان والاصابات التنفسية. ويبقى التحكم بالحرارة أكثر أهمية من الرطوبة.
يجب إبقاء القطط على سطح جيد الاحتكاك كالملاءات وصوف الغنم. وهذا ما يساعد على تطوير مهاراتهم الحركية.
الوقاية من الأمراض:
تكون الهررة عرضة لمخاطر الاصابة بالعدوى وخاصة التهاب المجاري التنفسيية العليا. وهذه الحقيقة شبه ثابتة وخاصة عند الهررة التي لا تحصل على حليب اللبأ من أمها الطبيعية. فهذا اللبا الذي ينتج في ال 24 ساعة الأولى من الولادة يكون غنيا جدا بالأجسام المناعية التي تقي من الأمراض. فهو يحتوي الأجسام المضادة التي تمتصها الهررة مانحة إياها المناعة ضد العديد من الأمراض. فالهررة التي لا ترضع من أمها خلال ال24 ساعة الأولى فهي لا تحصل على اللبا ولا تتمتع بمناعة جيدة. وبسبب هذا النقصان المحتلم من المناعة فقد يكون تلقيح القطط بشكل ملائم هو من الأمور الضرورية. فبعض الأطباء البيطريين يفضلون تلقيح الهررة اليتيمة بوقت أبكر قليلا من المعتاد.
أصدرت الجمعية الأمريكية لخبراء الطفيليات ومراكز تحكم الأمراض النصائح التالية بما يخص معالجة الهررة للتخلص من الديدان:
في الهررة، وباعتبار أن العدوى لا تحدث قبل الولادة، فإن إفراز البيوض تكون متأخرة عن الجراء، وفي معظم المناطق تكون الخطورة بالاصابة بالديدان الخطافية والأسطوانية منخفضة نسبيا، لذلك يجب البدء بمعالجة الهررة بطاردات الديدان بفعالية اعتبارا من عمر 3 أسابيع وتكرر الجرعة ب 5، 7 و ال 9 أسابيع.
التنشئة الاجتماعية:
يجب تنشئة الهررة المطعمة يدويا أو اليتيمة في مجموعات لمساعدتها على تطوير الألفة الاجتماعية. ويجب أن تدلل وتعامل بلطف وأن يلعب معها من قبل البشر بمعدل 30-40 دقيقة خلال النهار غير أوقات الإطعام والتنظيف.
تحتاج الهررة إلى التحفيز العقلي والجسدي. فإن كان هناك أفراد آخرين من الهررة فإنها تحفز بعضها بعضا من خلال الحركة. تحبب لكل هرة أثناء إيقاظها لتأكل وفي الوقت الذي يلي الطعام. فهي بحاجة للرعاية لكي تنمو وتنتعش. يمكن وضع دمى حيوانات محشوة وناعمة كي تتدحرج حولها أثناء النوم.
من المهم بالنسبة للهررة اليتيمة أن تتفاعل مع أفراد سكان المكان التي تعيش فيه خلال 3-6 أسابيع من العمر. وعليك أن تتذكر أنها لا تزال صغيرة ويجب ان تعامل بلطف وحذر، ويجب أن يتم تعريف الهررة على الضجيج وإجراءات التنظيف وأناس جدد وأيضا لحيوانات أليفة أخرى. فالتنشئة الاجتماعية المبكرة تتيح للهررة الشعور بالأمان في بيتها الخاصة سوف يساعد على منع المشاكل السلوكية من النشوء في المستقبل.
المحصلة:
هل يبدو لك تنشئة هرة يتيمة أو مجموعة هررة أنها مهمة معقدة؟ فلا تهتم لذلك، فهناك كتب رائعة متوفرة تحتوي معلومات متخصصة حول العناية بالهررة اليتيمة وبالرعاية البيطرية بشكل عام. وبالاستعانة بالالتزام بالوقت والرعاية وبالفطرة السليمة وبعض المعلومات الاساسية، فستكون هذه التجربة هي تجربة إيجابية جدا. فمساعدتك في تربية هرة صحيحة وسعيدة ستكون هي المكافاة الرائعة التي تحصل عليها.