التداخلات الدوائية

مشاهدة الكل
التداخلات الدوائية

 

ما هي التداخلات الدوائية؟

في كل مرة تضطر إلى استعمال أكثر من دواء أو أنك تخلط بين الأدوية والأطعمة والمشروبات أو الكحول مع الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة، فإنك تكون معرضا لخطر الوقوع في عواقب التداخلات الدوائية. ومع العلم أن معظم التداخلات الدوائية غير خطر ولكن توخيا لحذر الوقوع ببعضها الخطير فمن المهم أن تفهم إمكانية حدوث النتائج قبل أن تأخذ أدويتك.

  • التداخل الدوائي/ الدوائي:

وهي أكثر أنماط التداخلات الدوائية شيوعا، وكلما أخذت أدوية أكثر تعاظمت فرصة تداخل الأدوية مع بعضها، فالتداخل الدوائي /الدوائي يمكن أن يسبب تقليلا من جودة أداء الدواء، ويمكن أيضا أن يزيد من احتمال ظهور الآثار الجانبية الصغيرة أو الخطيرة غير المتوقعة، أو حتى زيادة في مستويات ضغط الدم والسمية المحتملة لبعض الأدوية، فإن تناولت أدوية مسكنة للألم على سبيل المثال بالإضافة إلى أدوية منعسة كمضادات الهيستامين بنفس الوقت فقد يحصل لك دوار مضاعف باعتبار كلا الدوائين لهما أعراض جانبية متشابهة.

  • التداخل الدوائي بين الدواء/ والطعام والكحوليات:

لقد قرأت بالتأكيد بين الفترة والأخرى عبارة على لصاقة العبوة (الزجاجة) تقول: تجنب تناولها مع عصير العنب، قد يكون الأمر غريبا ولكن بعض الأدوية يمكنها أن تتفاعل مع الأطعمة أو المشروبات. وعلى سبيل المثال يسبب عصير العنب انخفاضا في مستويات تركيز أنزيم الكبد المسؤول عن تفكيك الدواء، ما يسبب زيادة مستويات هذا الدواء في الدم الأمر الذي يؤدي إلى السمية. يمكن لمثل هذا التداخل أن يحدث عند تناول الأدوية الاعتيادية المستعملة في تخفيض الكولسترول، يكون التداخل الناجم هو ألم في العضلات أو أذى عضلي معروف بالمصطلح (انحلال الربيدات) وهو تخرب الألياف العضلية الإرادية.

  • التداخل الدوائي/ المرضي:

لا تحدث التداخلات الدوائية دائما ما بين دواء وآخر أو دواء وطعام فقط، فحالتك الصحية الراهنة يمكنها أن تؤثر بطريقة عمل الدواء الذي تتناوله أيضا. فعلى سبيل المثال يمكن لمزيلات الاحتقان التي تؤخذ دون وصفة (OTC) مثل البسيدو إفدرين والالفينيلفرين أن يزيدا من ضغط الدم وقد يصبحان خطرين في حال إصابتك بضغط شرياني عال.

كيف يحدث التداخل الدوائي؟

يحدث التداخل الدوائي بعدة أشكال مختلفة:

  • تداخل الديناميكية الدوائية:

وتحدث عندما يعطى دوائين مع بعضهما ويؤثران على نفس مواقع المستقبلات مما يعطي تأثيرا أكبر سواءً (تأثير إضافة أو تآزر) أو تقليل (أثر تعارضي). فعلى سبيل المثال عندما يستخدم الكلوروبرومازين المستعمل لتثبيط الدوار والإقياء والهالوبيرويد وهو عقار نفسي لعلاج الفصام سوية فقد تتفاقم احتمالية حدوث خلل خطير في نظم القلب وقد يكون مميتا أيضا.

  • تداخل الحركية الدوائية:

وقد يحدث عندما يؤثر دواء ما في امتصاص دواء آخر أو توزعه أو استقلابه أو إطراحه. وسنورد أمثلة تشرح هذه العملية المعقدة:

  • الامتصاص:

يمكن لبعض الأدوية أن تغير امتصاصية أدوية أخرى ضمن مجرى الدم، مثل عنصر الكالسيوم يمكنه الاتحاد مع بعض الأدوية ويكبح امتصاصها، وأيضا الأدوية المضادة لفيروسات العوز المناعي (دولوتيغرافير) يجب ألا تعطى مع كربونات الكالسيوم في نفس الوقت (تامس، مالوكس، وآخرون)، لأنها تخفض نسبة الدولوتيغرافير الممتصة إلى مجرى الدم وتقلل الفعالية في علاج الإصابة بفيروسات العوز المناعي، فجرعة الدولوتيغرافير يجب أن تعطى قبل 2 ساعة أو بعد 6 ساعات من إعطاء الأدوية التي تحوي الكالسيوم أو المعادن الأخرى للحد من حدوث هذا التعارض. وعلى نفس الشاكلة يمنع تناول العديد من الأدوية مع الحليب أو مشتقاته لأنها سوف تتحد مع الكالسيوم الموجود فيها. كما أن الأدوية التي تؤثر في حركة المعدة أو حموضتها أو الميكروفلورا الطبيعية فيها يمكنها أن تقود إلى تداخلات دوائية معينة.

  • التوزع:

تفاعلات الارتباط البروتيني يمكنها أن تحدث عندما يتنافس عقارين عاليي الارتباط مع البروتينات على عدد محدود من مواقع الارتباط البروتيني في البلازما، وكمثال على هذا التداخل نذكر التداخل ما بين حمض الفينوفيبريك المستعمل لخفض الكولسترول والشحوم الثلاثية في الدم مع الوارفارين المميع للدم ومانع التجلط، فحمض الفينوفيبريك يمكن أن يزيد من فعالية الوارفارين مما يسبب النزف بشكل أسهل.

  • الاستقلاب:

يتم طرح الأدوية من الجسم عادة إما دون تغيير أو المتغيرة بشكل من الأشكال، فأنزيمات الكبد وخاصة أنزيم CYP450 تكون المسؤولة عن تحطيم الأدوية بغية إطراحها من الجسم، على كل حال فمستويات الأنزيمات يمكن أن ترتفع أو تنخفض باستمرار وبذلك تؤثر على مستوى تحطيم الأدوية وإطراحها، كمثال على ذلك عند استعمال ديلتيازيم (دواء لتنظيم ضغط الدم) مع سيمفاستاتين (دواء يخفض الكولسترول) قد يزيد من مستويات السيمفاستاتين ويزيد آثاره الجانبية أيضا، فزيادته في الدم قد تقود إلى آثار جانية خطيرة على مستوى الكبد والعضلات.

  • الإطراح:

بعض مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية كالإندوميتاسين قد تسبب انخفاضا في وظائف الكلية وتؤثر في إطراح الليثيوم المستعمل في علاج الاضطراب ثنائي القطب، فقد يحتاج المريض إلى تعديل الجرعة أو إلى مراقبة أكثر تكرارا من قبل الطبيب في حال تم وصف هذين العقارين سويا.

لماذا من الضروري أن نتحرى عن التداخلات الدوائية:

من المهم التحري عن التداخلات الدوائية لأنها يمكن أن تفعل التالي:

  • تؤثر على عمل الدواء من خلال تغيير مستوياته في الدم.
  • تعريض المريض إلى خطورة زيادة الأعراض الجانبية أو السمية.
  • زيادة الحالة المرضية الراهنة سوءا.

يمكن للتحري عن التداخلات الدوائية قبل حدوثها أن يقلل بشكل جذري فرص حدوث المشاكل لدى المريض، وغالبا ما يكون الطبيب أو الصيدلاني قد انتبهوا لهذه القضية سابقا عندما قاموا بوصف تلك الأدوية، ولكن من الجيد أن يتم التحري ثانية عن الأدوية بنفسك لتعرف أكثر، فإذا استعملت الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة (OTC) بما فيها الفيتامينات والمكملات الغذائية نباتية المنشأ، فعليك التأكد من الاطلاع على تداخلاتها مع الأدوية الموصوفة لك أيضا، كما عليك أن تسأل طبيبك أو الصيدلاني لينصحاك إن حصل عندك التباس بما يخص المصطلحات الطبية.

يمكن للتداخلات الدوائية أن تزيد من كلفة الرعاية الصحية كون التداخلات الخطيرة قد تسبب الأذيات أو الاضطرار للمكوث بالمشافي أو أحيانا الموت.

ليست كل التداخلات الدوائية سيئة، فيمكن لبعض الأدوية أن تمتص بشكل أفضل إن تم تناولها مع الطعام أو أن توافرها في الدم يكون بمستويات مفضلة إن تم تناولها مع أدوية أخرى تؤثر على الأنزيمات المستقلبة.

هل يحصل التداخل الدوائي بشكل غالب؟

التداخلات الدوائية الخطيرة والتي تهدد الحياة نادرة، ولكنها تحظى باهتمام بالغ، ويتم إدراج معظم التداخلات الدوائية في حزم مجدولة بالاعتماد نظريا على المراجع والدساتير الدوائية. وعلى كل حال فإن كنت تستطيع تفادي التداخلات المؤذية بتغيير الدواء قد يكون هو الملاذ الآمن لك.

وبما أن معظم الناس ليست على دراية أن الأدوية تتداخل مع بعضها، فمن المهم أن يتم التحري عن تفاصيل التداخلات الدوائية لكل دواء جديد مضاف، في الحقيقة بالنسبة لبعض الأدوية فإن إيقافها قد تؤثر على مستويات أدوية أخرى في مجرى الدم أيضا. وكلما كُنت استباقيا بالنسبة لصحتك وتبينت تداخلات الأدوية واستشرت أصحاب الخبرة الطبية فإنك بالتأكيد ستنجو من الكثير من المخاطر.

فما هي احتمالية تكرار التداخل الدوائي وما هي الخطورة المحتملة منها، ذلك يعتمد على عدة عوامل نذكر منها:

  • المجموع الكلي لعدد الأدوية التي تتناولها.
  • العمر، ووظائف الكبد والكلى.
  • حميتك الغذائية وتأثيرها على الدواء.
  • الحالة الصحية.
  • الإنزيمات الاستقلابية الموجودة لديك أو الموروثة.

ما هي العوامل الأخرى التي تؤدي إلى التداخلات؟

لا تنس ان تناول الكحوليات والكافئين والعقارات المخدرة الممنوعة يمكنها أن تؤدي إلى تداخلات دوائية خطيرة أيضا. على سبيل المثال: تناول أدوية مسكنة للألم كالأسيتومينوفين مع الكحول يمكن أن تسبب دوارا مضاعفا، وقد تقلل بشكل خطير تواتر التنفس، والجرعات العالية منها أيضا قد تكون سامة للكبد بسبب التشارك بين هاتين المادتين.

إن أخذ أدوية موصوفة للغير أو شرائها عن طريق الانترنت قد يكون أمرا خطيرا أيضا وقد يقود إلى تداخلات دوائية غير متوقعة، لذلك عليك تجنب فعل ذلك.

كيف أتحرى عن تداخلات الدواء؟

استشارتك للجهات الطبية بالتأكيد ستجنبك مخاطر التداخلات الدوائية، وكن على اطلاع مستمر لقائمة أدويتك، والمنتجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية والفيتامينات والأعشاب وتأثيرها على حالتك الصحية. وأطلع طبيبك أو الصيدلاني أو الممرض على هذه القائمة في كل زيارة لهم ليتمكنوا من استعراض التداخلات المحتملة فيما بينها.

راجع باستمرار الدليل الطبي والمعلومات المرفقة مع الأدوية وقوائم التحذيرات وقوائم الحقائق الدوائية لكل دواء موصوف جديد أو الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة، والمعلومات المذكورة على النشرات قد تتغير باستمرار تبعا للمعلومات المتعلقة بالأدوية المختلفة لذلك من الضروري مراجعة هذه النشرات بشكل متكرر.

ومن الضروري دائما أن تسأل طبيبك حول المعلومات الحديثة المتعلقة بالتداخلات، مع العلم أنك تستطيع الحصول على هذه المعلومات باستعمال الإنترنت من خلال متحري التداخلات عبر الشبكة، وهذه الأداة توضح لك ماهية التداخل وكيفية حدوثه ومستوى الخطورة (خطير، متوسط، خفيف) وعادة ما يقترح مجموعة الإجراءات الواجب فعلها، بالإضافة إلى أنها ستعرض أي نوع من التداخلات بين أدويتك المختارة والأطعمة والمشروبات أو حتى حالتك الصحية.

ما يجب عليّ فعله عند اكتشاف وجود تداخل دوائي؟

تذكر دائما – إن التداخلات الدوائية يمكن تجنبها عادة من خلال الجهود الاستباقية، وعل كل حال إن أنت اكتشفت بأنك على خطر من تداخلات محتملة فعليك أن تتصل بطبيبك أو الصيدلاني بالسرعة الممكنة، وسوف يعرفان جدية هذا التداخل وسيكون بمقدرتهما نصيحتك بالخطوة المثلى التي يجب عليك أن تتخذها. وإياك أن توقف دوائك دون اتخاذ رأي المستشار الصحي خاصتك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *