مسببات الإجهاض عند الأغنام

مشاهدة الكل
مسببات الإجهاض عند الأغنام

 

الطبيب البيطري أحمد تيباري بجامعة ولاية واشنطن:

الإجهاض عند النعاج كما هو الحال عند الأبقار ليس من السهل تشخيصه دائما، وبالرغم من وجود الكثير من السموم المسببة للإجهاض عند الأبقار فهي بذات الوقت تسبب مشاكل عند النعاج أيضا، فسموم النباتات مثل Veratrum californicum and kale وخاصة Subterranean clover فلها تأثير شائع على موت الأجنة المبكر والإجهاض عند الأغنام. أما أهم المسببات المرضية المعدية المسببة للإجهاض عند الأغنام فهي جنس الكامبيلوباكتر، جنس الكلاميديا، جنس التكسوبلازما، جنس اللستريا، وجنس البروسيلا، وجنس السالمونيلا، وفيروس مرض بوردر، وفيروس وادي كاتش.

 

عدوى الكامبيلوباكتر (الضمات):

العدوى بالكامبلوباكتر الجنينية والجيجوني ولاري، تسبب الإجهاضات في المراحل المتأخرة من الحمل أو تسبب موت الجنين داخل الرحم. وقد يتطور عند النعاج التهاب في الرحم بعد إطراح الجنين. ويحدث التهاب المشيمة مع فلقات رحمية متنكرزة ونازفة ومناطق بين فلقية متوذمة أو جلدية. وعادة ما يكون الجنين محنطا، مع احتواء 40% من الكبد على بؤر متنكرزة برتقالية مصفرة بقطر (1-2 سم)، قد يعاني الحميل من تجمع سوائل مصلية مدماة في التجويف الصدري وتجويف البريتون. يعتمد التشخيص على مشاهدة متعضيات الكامبيلوباكتر في الساحة العاتمة أو بمحضرات الأجسام المضادة المتألقة أو من خلال عزلها من محتويات معدة الحميل، وكبده ورئتيه أو من مسحات المشيمة أو من المفرزات الرحمية. وتشخيص العترات المتسببة بالمرض أمر مهم لأن بعض المناطق يشيع فيها عترة الجيجوني مثلما هي الجنينية، ولا تحتوي بعض اللقاحات عترة الجيجوني.

 النظافة المشددة مهمة جدا في إيقاف الجوائح، واستعمال التتراسيكلينات يمكن أن يساعد في عدم تعرض النعاج للإجهاض. مع ذلك قد تكون العديد من العزولات مقاومة لها.

 يميل هذا المرض حقليا ليكوّن جوائح مرضية حيوانية كل 4-5 سنوات لذلك يجب القيام بإجراء برامج التلقيح بشكل مستمر يساعد على منع هذه الجوائح. عترة الجيجوني هي عترة مشتركة الإمراض للإنسان والحيوان وتسبب عادة التهاب الأمعاء عند الإنسان.

الإجهاض المستوطن عند النعاج:

جراثيم الكلاميديا المجهضة هي السبب وراء هذا المرض، وتتجلى بالإجهاضات المتأخرة، موت الحملان داخل الرحم، ومواليد ضعيفة. تعد الكلاميديا بيكورميس سببا لالتهاب المفاصل والملتحمة الكلاميدي عند الأغنام، يحدث هذا المرض في بقاع العالم جميعها ما عدا أستراليا ونيوزيلاندا، وهو أكثر الأمراض أهمية في الأغنام المرباة.

يحدث الإجهاض خلال الأسبوع الثاني والثالث الأواخر من الحمل بغض النظر عن زمن حدوث الإصابة، ويكون الجنين طازجا مع ظهور تحنط بسيط عليه. نادرا ما تلاحظ آفات واضحة على الجنين ولكنه قد يظهر استسقاءً واعتلالا في العقد اللمفية واحتقان الكبد. ويوجد التهاب في المشيمة مع ظهور تنكرزات، والفلقات تكون بلون بني محمر مع مناطق بين فلقية بنية سميكة تكون مغطاة بالنتحات. يمكن أن نجد الأجسام الابتدائية للكلاميديا في لطاخات مصبوغة بصبغة غيمزا لعينات المشيمة أو مفرزات المهبل، ولكن هذه المتعضيات لا يمكن تفريقها عن الكوكسيلا برونيتي التي تسبب الإجهاضات عند الأغنام بين الحين والآخر.

ويكون التشخيص التفريقي للكلاميديا المجهضة عن طريق اختبار تثبيت المتممة، أو صباغة الأجسام المضادة بمادة ومضانية، PCR، أو بالعزل. نادرا ما تجهض النعاج أكثر من مرة بسبب الكلاميديا ولكنها تبقى مصابة بها بشكل دائم وتفرز الجراثيم عبر مفرزات الأجهزة التناسلية قبل الإباضة بيومين أو ثلاث وبعدها أيضا بنفس المدة. وتصاب الكباش وتكون سببا بانتقال مسببات المرض تناسليا. يكون التحكم بعزل كل النعاج والحملان المصابة ومعالجة النعاج المخالطة لها باستعمال الأوكسيتتراسيكلين المديد أو التتراسيكلينات الفموية. ويتوفر لقاحات ضد الكامبيلوباكتر المجهضة وهي تقلل الإجهاضات، في بعض منطق أوروبا يوجد لقاح حي ومعدل للاستخدام عند الأغنام.

الكلاميديا المجهضة هي مرض مشترك ولكن الحالات في البشر نادرة، وكلها تنحصر بالنساء الحوامل التي تتطور لمرض يهدد الحياة. بعض الحالات فقط التي تكون فيها الولادة قيصرية ينجو عبرها الجنين ويعيش. النساء الحوامل يجب ألا تتعامل مع الأغنام الحوامل وخصوصا عندما يظهر عليها الإجهاض.

مرض بوردر:

يحدث مرض بوردر على مدار العالم وهو مسبب مهم لموت الأجنة، والولادات الضعيفة، واختلالات الحمول، ويسببها حمة طاعونية تتصل بوثوقية بالفيروس المسبب لإسهال العجول الفيروسي (BVD)، وفيروس الحمى النمطية عند الخنازير (كوليرا هوغ).

تحدث العدوى عند الحيوانات الحساسة لها عند اختلاطها بالحيوانات المصابة باستمرار بهذا المرض. الانتقال الجنسي من الكباش المصابة ممكن. ويمكن حدوث الإجهاض في أي مرحلة من مراحل الحمل، ولا توجد أية أعراض مميزة على النعاج الحوامل، عدى عن وجود حمى خفيفة ونقص في كريات الدم البيضاء في بعض الحالات. الحملان المصابة مدى الحياة تكون غالبا في حجم أقل من الطبيعي، وغالبا ما تعاني من ارتجافات ولادية وغطاء صوفي غير طبيعي (hairy shaker lambs). يكون التشخيص من خلال تحديد فيروس المرض في المشيمة أو أنسجة الحميل (الكلى، الرئتين، الطحال، الغدد الدرقية، المعدة الرابعة) عن طريق الأصبغة الومضانية للأجسام المضادة، أو عزل الفيروس أو وجود الأجسام المضادة ما قبل الوعائية. لا يوجد لقاحات لهذا الفيروس، وقد يستعمل لقاح إسهال العجول الفيروسي عند الأغنام أحيانا، ولكن فعاليته غير مثبتة.

فيروس وادي كاتش:

وهو مرض تنقله البعوض وهو يسبب العقم، الإجهاضات، موت الأجنة، والتشوهات الخلقية المتعددة عند الأغنام.

يستوطن هذا الفيروس أغلب مناطق أمريكا وكندا والمكسيك، وغالبا ما يكون هناك جوائح حيوانية المنشأ منشرة عبر مناطق جغرافية واسعة قد تمتد إلى عدة ولايات. العرض الأكثر شيوعا هو موت الأجنة أو ولادة مواليد حية ولكنها تعاني من تشوهات ولادية تضر بالجهاز العصبي المركزي والجهاز العضلي الدعامي، فغالبا ما نلاحظ تشحم الدماغ واستسقاء الرأس ونقص تنسج المخ والدماغ، التهاب المفاصل، الجنف، الصعر، ونقص تنسج العضلات الهيكلية.

العدوى قبل اليوم 32 من الحمل تسبب موت الجنين المبكر، العدوى ما بين 32-37 يوما من الحمل تسبب آفات عصبية مركزية أو عضلية دعامية، العدوى ما بين 37- 48 يوما تسبب إصابات عضلية دعامية خطيرة، وفي وقت الولادة أو الإطراح لا يكون الفيروس عادة قابلا للحياة، ويكون التشخيص من خلال وجود الأجسام المضادة في مصل اللبأ او سوائل الجسم. ولا يوجد لقاح لهذا الفيروس.

التكسوبلازما:

التكسوبلازما القندية هي السبب الأكبر في حدوث الإجهاضات عند المجترات الصغيرة حول العالم. ويسبب ابتلاع بيوض الكوكسيديا (التكسوبلازما) المتبوغة في المراحل المبكرة من الحمل ارتشاف الحميل أو تحنطه، أما إذا أصيبت النعاج بالمرض في المراحل المتأخرة من الحمل فقد يحدث الإجهاض أو احتمالية الموت تكون عالية. لا تظهر النعاج عادة على أنها مريضة.

في الجوائح نلاحظ فروقات في أعمار حمل الأجنة المجهضة. في معظم الحالات لا تظهر آفات جوهرية، ولكن في بعض الحالات تلاحظ بؤر صغيرة بيضاء مميزة بقطر 1-3 مم على بعض الفلقات. عادة ما يحتوي دماغ الحميل على مناطق بؤرية لا قيحية التهابية تظهر بالفحص النسيجي. الاختبارات المصلية للجنين (كبح التراص الدموي غير المباشر، تراص اللاتكس، أو الأجسام المضادة الومضانية) قد تستعمل أيضا. تكتسب النعاج المناعة بعد الإصابة لذلك تكون تربية أغنام غير معلمة مع أخرى مجهضة قد يسمح بتطور المناعة لديها. فالنقل عن طريق تخالط المشيمة ممكن. الوقاية من تلوث العلف ببراز القطط قد يساعد في التقليل من التعرض للمرض، وهذا المرض هو مرض مشترك أيضا.

الليستريا:

يكون الإجهاض المتسبب عن الليستريا عند الأغنام عادة في المراحل المتأخرة من الحمل. والنعاج المجهضة تبدي أعراضا سريرية متنوعة بما فيها الحمى والإحباط وفقدان الشهية وبعضها قد يتعرض للإنتانيمية الدموية.

هناك بعض التنكرزات على الفلقات والمناطق بين الفلقات، ويكون الجنين متحللا ذاتيا، وقد يكون تحنط الجنين محتملا، قد يعاني كبد الحميل ورئتيه من بؤر نخرية بقطر 0.5-1 مم، ويكون التشخيص عن طريق الزراعة.

البروسيلا:

 تكمن أهمية البروسيلا الغنمية أنها المسبب الرئيس لالتهاب البربخ المعدي عند الكباش. بالنسبة للقطعان تعتبر البروسيلا هي المسبب لضعف الخصوبة ولكنها أيضا تسبب الإجهاضات في الحمول المتأخرة وموت الاجنة أو ولادة مواليد ضعيفة. البروسيلا ميليتنسيس نادرة الوجود في الولايات المتحدة ولكنها تسبب الإجهاض في المناطق التي توجد فيها، مسببة التهاب المشيمة مع وذمة وتنكرز في الفلقات الرحمية وسماكتها أيضا، ومناطق بين فلقية مظهرها جلدي سميك.

الأجنة المجهضة بسبب البروسيلا الغنمية تكون حية في البداية بعد الإطراح، ويمكن أن يكون الجنين محنطا أو متحللا. معظم الحملان المجهضة بسبب البروسيلا ميليتنسيس أو البروسيلا المجهضة تكون متحللة. إجراء زراعة مسحات المشيمة ومحتويات المعدة ومفرزات مهبل النعجة مناسبة للتشخيص. يوجد لقاح للبروسيلا ميليتنسيس في بعض البلدان وعترتي المليتنسيس والمجهضة هي عترات مرضية مشتركة بين الحيوان والإنسان.

السالمونيلا:

عترات السالمونيلا (المجهضة الغنمية، دبلن، التيفية الفأرية، الأريزونا) تسبب الإجهاض عند الأغنام، ففي إنكلترا وأوربا تكون عترة المجهضة الغنمية بشكل جائح ولكنها لم تسجل في أمريكا، أما العترات الأخرى فهي منتشرة عالميا. تصاب جميع الأغنام المنتقل إليها المرض بالإعياء والحمى قبل الإجهاض.

ولا يوجد أية آفات محددة على المشيمة ويكون الجنين متحللا، يكون التشخيص عن طريق زراعة مسحات من المشيمة أو الجنين أو إفرازات المهبل. جنس السالمونيلا يعد مرضا مشتركا.

مرض اللسان الأزرق:

العدوى بفيروس اللسان الأزرق تسبب الإجهاض، وتحنط الجنين، وموت الأجنة، وتشوهات ولادية للحملان حديثة الولادة. معظم إن لم نقل جميع الاختلالات التناسلية يسببها فيروس اللقاح الموهن وليس الفيروس الحقلي، لقد تم تصنيف النمط المصلي 8 لفيروس اللسان الأزرق كمسبب للإجهاض وتشوهات الدماغ الولادية في الأبقار في المناطق الشمالية الشرقية من أوربا، وهذه المناطق هي أول ما سجل فيها انتقال عدوى اللسان الأزرق عن طريق المشائم للشكل البري من هذا الفيروس عند المجترات، وأوضحت دراسات منشورة في أوربا أنه لا يوجد دليل أن النمط المصلي 8 لتورطه في التسبب بإصابات مميتة عند الأغنام، مع العلم أن هناك بعض التقارير اللفظية التي تؤكد حصول الإجهاضات والشذوذات الولادية بسبب النمط المصلي 8 وقد تم تجريبيا ملاحظة إمكانية عبور الفيروس لمشيمة الأغنام. فيجب اعتبار هذا الفيروس كخطر محتمل على الأغنام حتى بيان معلومات أكثر تفصيلا.

التحكم باللسان الأزرق يكون عن طريق إجراءات التحكم للتقليل من التعرض للحشرات القارصة أثناء اللقاحات، وتتوفر اللقاحات المعطلة والحية المعدلة وتستعمل على نطاق واسع، ولكن إمكانية توفرها في البلدان المختلفة متفاوتة. وغالبا ما تستعمل اللقاحات الحية المعدلة في المناطق التي لها تاريخ طويل من التعرض للسان الأزرق، كأمريكا وإفريقيا ولكن استعمال مثل هذا اللقاح أمر مثر للجدل. فعند استخدام هذا اللقاح لن يعطى النعاج الحوامل منه. بالإضافة إلى أن هذا اللقاح يجب ألا يستعمل عندما تنشط البعوضيات، كونها تستطيع نقل فيروس اللقاح للحيوانات غير الملقحة بما فيها النعاج الحوامل. لفيروس اللسان الأزرق صيغة صبغية مجزأة وإعادة ترتيب جينات الفيروس تحدث بسرعة في الحيوانات بالتزامن مع العدوى أو التلقيح بأكثر من نمط مصلي من نفس الفيروس.

المسببات الأخرى للإجهاض:

فيروس الأكباني اعتبر كمسبب للإجهاض والتشوهات الولادية عند الأغنام ويتم تشخيصه تفريقيا عن الإصابة بفيروس وادي كاتش.

الكوكسيلا برونيتي تسبب عواصف إجهاضات متفاوتة عند الأغنام، مع ظهور متلازمة سريرية وأعراض تشريحية مرضية على الحميل تشابه ما يحدث عند الماعز، لقد تم تصنيف النيوسبورا كانينوم كمسبب للإجهاضات غير المنتظمة عند الأغنام مع ظهور آفات تشابه التي تشاهد في التكسوبلازما. التهاب المشيمة الفطري الذي يحدث عند الأغنام ولكن بشكل غير شائع بخلاف ما يحدث عند الخيول والأبقار. المتعضيات الأخرى كفيروس شمالينبرغ وحمى وادي الرفت وفيروس مرض نيروبي عند الأغنام، وفيروس مرض ويسلبورن، الفرانشيلا تولارينسيس والليبتوسبيرا كلها قد تسبب الإجهاض عند الأغنام.

 

https://www.merckvetmanual.com/reproductive-system/abortion-in-large-animals/abortion-in-sheep

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *