هو مرض معد حاد أو تحت حاد أو مزمن، يتميز بحمى، وفقر دم، مع تضخم العقد اللمفاوية وصعوبة في التنفس.
المسببات:
بوائغ دموية، وحيدة الخلية، تم اكتشافها في بداية هذا القرن من قبل العالم Amold Theiler، تتكاثر تكاثرا غير جنسي عند الأبقار والجاموس (أثوياء متوسطة) في اللمفيات (العقد اللمفية، والطحال) وتعرف بأجسام كوخ الزرقاء، ويتراوح حجمها (8-12) ميكرونا، وهي دائرية أو غير منتظمة الشكل وتحوي على أقسومات كبيرة، يتبعها جيل آخر من المتقسمات الصعيرة التي تحوي أقسومات صغيرة، بينما تظهر في الكريات الحمراء دائرية كبيرة أو صغيرة أو عصوية أو على شكل الفاصلة أو ذات ظل هيموغلوبيني بسبب هضم الطفيلي لخضاب الدم، ويتراوح حجمها (1-2 × 0.5) ميكرونا، وتحوي نواة كروية أو بيضوية الشكل.
الوبيئيات:
الثايليرية ذات انتشار واسع في جميع أنحاء العالم التي ينتشر فيها اللبود الناقل (ثوي نهائي)، ويتم نقل الخمج من حيوان إلى آخر بواسطة أنواع مختلفة من اللبود ثنائي أو ثلاثي من جنس Hyaloma, Rhipiciephalus, Amblyomma, haemaphasali, من طور إلى آخر (انتقال أفقي)، ونظرا لكون اللبود ثويا ناقلا لكلا البابيسية والثايليرية لذا غالبا ما يشاهد خمجا مختلطا بكليهما.
دورة الحياة:
بوائغ دموية، ثنائية المثوى مجبرة، تقوم الأبقار والجاموس بدور الأثوياء المتوسطة بينما يقوم اللبود بدور الثوي النهائي.
عند الحيوانات:
تبدأ دورة الحياة عندها بعد 3-5 أيام من التصاق اللبود البالغ بجسم الحيوانات وامتصاصها للدم، بعدها تبدأ البوائغ بالانتقال مع اللعاب أثناء امتصاص الدم من جديد، لتصل فور دخولها الجسم إلى الخلايا اللمفية القريبة من موقع دخول البوائغ عند امتصاص اللبود للدم، مثل العقد اللمفية اللوحية وتحت الحرقفية والنكفية، وتتحول فيها إلى أتروفة دائرية الشكل، وتبدأ بالتغذية على هيولى تلك الخلايا وتنمو في الحجم، ثم تنقسم نواتها بالانشطار الثنائي مكونة متقسمات كبرية تحوي عددا قليلا من النوى، وتحول الخلايا اللمفية إلى أرومات لمفية ضخمة تنقسم بسرعة ونشاط وتنقسم معها المتقسمات إلى عدد مساو أو غير مساو من النوى، ومع نمو المتقسمات الكبرية يزداد عدد النوى ثم يكتمل نمو المتقسمات الكبرية التي تعرف باسم بأجسام كوخ الزرقاء. بعدها تنفجر باقي الخلايا اللمفية المصابة، وتصل الأقسومات الكبرية إلى السائل اللمفي ثم الدم وتنتشر إلى باقي العقد اللمفية في الجسم، وتهاجم الأقسومات الكبرية خلايا لمفية سليمة لتكون جيلا ثان من المتقسمات الكبرية، ويتكرر تكوين المتقسمات، ومن الجيل الأخير تكون الأقسومات الكبرية متقسمات صغرية تحوي عددا كبيرا من الأقسومات الصغرية العصوية أو بشكل الفاصلة، وبعد اكتمال نموها تنفجر وتدخل مجرى الدم.
تخترق المتقسمات الصغرية كريات الدم الحمراء، وتنمو متحولة إلى أتاريف تأخذ أشكالا مختلفة حسب النوع، وتتكاثر فيها باستمرار، عدا ثايليرية بارفا.
وبعد فترة من وجود الطفيليات داخل الكريات الحمراء يكتمل نموها لتأخذ شكلا دائريا أو بيضيا كبيرا في الحجم والتي تعد بداية التكاثر الجنسي، وتعرف هذه الأشكال بالعرسيات، وتبقى الثايليرية في جسم الحيوان لمدة سنة إلى سنتين على شكل إصابة كامنة، بعدها يشفى الحيوان تماما وتتكون لديه مناعة دائمة.
في اللبود:
تعتبر الحوراء هي الطور الذي يكتسب الخمج من الحيوان المصاب عند معظم الثايليرية، والطور الذي ينقل الخمج هو الطور البالغ.
بعد امتصاص الحورارات دم الحيوانات المصابة، تتخرب الكريات الحمراء داخل أمعائها، وتتحول العرسيات الدائرية إلى أعراس كبرية دائرية الشكل، بينما تتمايز العرسيات البيضية إلى أربعة أعراس صغرية خيطية الشكل. ويكتمل عادة تمايز الأعراس بعد (2-4) أيام من امتصاص الدم، ثم يحدث الإخصاب في اليوم السادس وتتكون بيضة ملقحة (زايجوت) دائرية الشكل تنفذ في الخلايا الظهارية للأمعاء، وخلال هذه الفترة تكون الحوراء المخموجة قد بدأت بالانسلاخ إلى الطور البالغ، بعدها يصبح شكل الزايجوت انسيابيا قادرا على الحركة، وتعرف بالزايجوت المتحركة، تخترق خلايا الأمعاء وتصل عبر لمف الدم إلى خلايا الغدة اللعابية النامية وتتحوصل داخلها وتتحول إلى مولدة أبواغ دائرية الشكل وابتداءا من اليوم الأول لالتصاق اللبود البالغ بالحيوان وامتصاصه للدم تبدأ نواة مولدة الأبواغ بالانقسام المتعدد، وينتهي بتشكل أعداد كبيرة من الأبواغ الصغيرة لتخرج مع اللعاب بعد (2-3) أيام من التصاق اللبود بالحيوان.
قابلية الحيوان للإصابة بالثاليلرية والعوامل المؤثرة:
تتعلق الإصابة بالجنس والسلالة والعمر والعوامل المثبطة للمناعة والانتكاسة. وقد وجد أن طفيلي الثايليرية القدرة على البقاء داخل الجسم لمدة سنة إلى سنتين في صورة إصابة كامنة، وبعد شفائه تتكون لديه كما ذكرنا مناعة دائمة.
ويختلف رد فعل الجسم بعد الخمج بالثاليرية طبقا لتطورها، حيث تتكون أضداد بالعقد اللمفية لمستضدات المتقسمة، ويعرف هذا النوع بالمناعة الخلوية، بينما تتشكل أضداد خاصة بالدم لمستضدات الطفيلي داخل الكريات الحمراء. ونظرا لاختلاف المستضدات تتكون أضداد مختلفة لذا لا يوجد تفاعل مناعي بين مستضدات المتقسمة في العقد اللمفية وأضداد الكريات الحمراء والعكس صحيح، لذا فإن حقن مصل مناعي لحيوان حديث الإصابة لا يقيه هذا المصل من الإصابة.
الإمراضية:
ترتبط التغيرات المرضية بنوع الثايليرية وحالة الحيوان المناعية وتعتبر التايليرية آنولاتا وبارفا أشد خطورة من الأنواع الأخرى وخاصة عند الحيوانات المستوردة بينما تكون الحيوانات المحلية مقاومة لها نتيجة اكتسابها للمناعة المصاحبة.
ويحدد خطورة هذه الأنواع المعدل المرتفع لانقسام المتقسمات الكبرية، على عكس الأنواع الأخرى الضعيفة أو غير الممرضة فيكون معدل الانقسام بطيئا مما يعطي للجسم فرصة لتكوين أضداد كافية تستطيع التخلص من الطفيلي أو يحد من نشاطه مما يؤدي إلى ظهور المتقسمات الكبرية فيها، وتبدأ حرارة الجسم بالارتفاع بسبب انتشار الأقسومات الكبرية في السائل اللمفي والدم وتكاثرها في العقد اللمفية لأعضاء الجسم المختلفة والأغشية المخاطية.
وبعد اختراق الأقسومات الصغرية للكريات الحمراء تتحول إلى أتروفات وتتكاثر فيها، إلا أن هذه المرحلة أقل خطورة من مرحلة الانقسام في العقد اللمفية، ومن تأثير طفيليت البابيسية على كريات الدم المصابة، حيث تقوم البالعات بالتهام الكريات الحمراء المصابة فقط، نظرا لقلة مستضدات الطفيلي التي تترسب على سطح الكريات الحمراء السليمة، لذا تظهر أعراض فقر الدم ولكن ليست بالخطيرة.
الأعراض المرضية:
تتراوح فترة الحضانة من (12-35) يوما وتصاحب الأعراض التغيرات المرضية المصاحبة لأنواع الثايلرية الممرضة ويلاحظ في بداية الاصابة التهاب العقد اللمفية السطحية القريبة من مكان لدغ اللبود، بعدها ترتفع درجة الحرارة إلى (41-42) درجة بسبب إصابة والتهاب العقد اللمفية في الجسم بالأقسومات وقد تستمر لعدة أسابيع تنتهي بنفوق الحيوان في الحالات الحادة وفوق الحادة أو تنخفض درجة الحرارة ويشفى الحيوان ونتيجة لالتهاب العقد اللمفية تحت المخاطية يظهر احتقان في الملتحمة وزيادة في إفراز الدم من العين، وقد يحدث نزيف أنفي، بعدها تصبح الأغشية المخاطية شاحبة بسبب فقر الدم الناتج عن التهام البالعات للكريات الحمراء المصابة.
يرافق الأعراض المميزة لداء الثايليرية أعراض عامة مثل ضعف الحيوان وانخفاض إنتاج الحليب واضطرابات هضمية مثل تناوب الإسهال والإمساك وصعوبة في التنفس بسبب استسقاء الرئتين تؤدي في النهاية إلى سيلانات أنفية وقد تلاحظ أعراض ثانوية نتيجة إصابة الجلد بالطفيليات مثل هامات الجرب وبيزنويتية حيث تظهر تقرحات جلدية بسبب التهاب العقد اللمفية تحت الجلدية وبالتالي انخفاض القدرة المناعية، وتنتهي الإصابة بنفوق الحيوانات خلال أسبوع في الحالات فوق الحادة، أو خلال أسبوعين في الحالات الحادة، أو تستمر في الحالات الحادة أو تستمر الأعراض لمدة (2-3) أسابيع تنتهي بشفاء الحيوانات المصابة.
التشخيص:
المكافحة: