إن الحمام هي من أكثر الحيونات المدللة شيوعا في العالم، وهي مع اليمائم لها أجسام مغزلية وذات أرجل قصيرة ويمكن رؤيتها في جميع أنحاء العالم تقريبا، سواءا داخل البيوت أو في العراء والبراري. وباعتبارها حيوانات مدللة فيجب علينا الاهتمام باحتياجاتها بما في ذلك علاج العديد من الأمراض الشائعة التي يمكن أن تصاب بها. وهذه الأمراض تسبب مختلف العوارض بما فيها مشاكل التنفس والاسهال وحتى الموت أحيانا.
أمراض الحمام الشائعة:
قرحة الحمام: (الكانكر)
يسبب هذا المرض متعضيات دقيقة تسمى وحيدات الخلية وتسبب مشاكل تنفسية. وهو مرض ينتقل بسهولة من طير لآخر، ولكن الفضل لمحدودية الانتشار ان المسبب لا يمكن أن يعيش خارج جسم الطائر اكثر من بضعة دقائق. وينقل الحمام هذا المرض لغيره عن طريق أوعية الشرب، وتشارك المسارح مع الحمام البالغ، وإطعام الصغار عن طريق الفم (إطعامها حليب الحوصلات).
مسببات هذا المرض غالبا ما توجد في حوصلة الطير، وحلقه، قناة الصفراء، المجمع، المعدة الغدية، والأجزاء الأخرى من الجهاز الهضمي. الآفات الناتجة عن هذا المرض قد تشاهد أيضا على سرة حمام الأعشاش أو في الجيوب الأنفية. تختلف أعراض هذا المرض بالاعتماد على الجزء المصاب من الجسم، ولكن في معظم الحالات يصاب البلعوم، ومعظم الحمام يعاني من صعوبات تنفسية بسبب هذه الآفات على اللوزات، وهناك أعراض أخرى غير صعوبة التنفس والآفات هو حصول الاسهال وفقدان الوزن والخمول والنزف من الفم وفتحة المجمع. يمكن للأعراض أن تصبح أسوأ في حال تطور المرض وعدم علاجه وقد يؤدي ذلك إلى الموت.
آفات الكانكر تكون مشابهة للأنواع الأخرى من الأمراض (كالخراجات) ولكن الأجزاء المصابة في الكانكر تكون على الأغلب لها علاقة أو قريبة من الجهاز الهضمي، هذا يعني أن الآفات التي تشاهد على الأجنحة هي حتما ليست بسبب مرض الكانكر. والمتعضيات الدقيقة يمكن مشاهدتها مجهريا في البراز، وفي حال إصابة حمامك بهذا المرض يمكن علاجها بدواء يصفه لك الطبيب البيطري، وقد نضطر لإزالة الآفات جراحيا في بعض الأحيان.
ديدان الحمام:
يمكن للحمام أن يكون مثوى لأنواع مختلفة من الديدان في السبيل المعوي كما يكون عند باقي الحيوانات، كالديدان الاسطوانية، والديدان الشعرية التي تعيش وتنمو في الجهاز الهضمي للحمام، وتسبب الإسهال والضعف وارتفاع قابلية التعرض للأمراض والمشاكل الأخرى في الحمائم الأخرى، يمكنك أن ترى بعض الديدان التي يطرحها الحمام عبر البراز ولكن معظم الأحيان تكون بيوضها موجودة وتظهر عند الفحص المجهري لمسحات البراز.
يصاب الحمام بالديدان عن طريق تناول الحشرات وابتلاع البراز المصاب لطيور أخرى لذلك قد يكون من الصعب جدا أن تحمي حمائم من الإصابة بالديدان، الفحص المجهري الدوري لبراز حمائمك أمر محبذ لمراقبة الاصابة بالطفيليات والعلاج الأنسب للحمائم هو ما يضاف للماء كباقي أدويتها الأخرى.
كوكسيديا الحمام:
كما الديدان فالكوكسيديا هي طفيليات معوية الموجودة في أمعاء الحمام والحيوانات الأخرى وتسبب الإسهال، وفقدان المواد الغذائية الممتصة، والضعف، والخمول ونقصان الوزن. من السهل انتقال الكوكسيديا من حمامة إلى اخرى عند ابتلاع البراز المصاب الذي غالبا ما يكون موجودا في كميات مقبولة. إذا ظهرت الحمامة وهي تتصرف بطبيعية ولديها نسبة قليلة من الكوكسيديا فيه على الأغلب لا تعالج.
الكوكسيديا كائنات مجهرية لذلك لن يمكنك أن تراها إلا عن طريق المجهر، لذلك ففحص البراز عن طريق الطبيب البيطري يكون امرا مطلوبا للتأكد من أن الحمام ليس مصابا بالكوكسيديا. على الرغم من وجود كميات صغيرة من الطفيليات الأوالي فهي تكون مقبولة، أما إن كانت حمائمك مصابة بالكوكسيديا وتعاني من براز طري (وهو العرض الأكثر تعلقا بالكوكسيديا) أو الأعراض الأخرى، فيجب أن تتلقى رعاية طبية لعلاج ذلك.
مشعرات الحمام:
وهي مسببات وحيدة الخلية مشابه لتلك التي تسبب مرض الكانكر للحمام، وهذه المتعضيات توجد أيضا ضمن الجهاز الهضمي للحمام. ولحسن الحظ فإن المشعرات ليست بخطورة الكانكر بالنسبة للحمام، وما زال من المنصوح به معالجة الطير الذي يثبت لديه الإصابة بها.
يمكن ملاحظة المسبب المجهري في براز الحمام المصاب وقد يظن أن المسبب هو نفسه مسبب الكانكر بسبب تشابه مظهرهما. وقد يسبب هذا المرض الاسهال إن تم تكاثر المسبب بكثرة في المجرى المعوي ولكن أغلب الأحيان يعبر دون ظهور أعراض في الحمام الطبيعي.
قمل الحمام والعث والبراغيث:
وهي طفيليات خارجية كالقمل والبراغيث والعث وتعد مسببا مهما للإزعاج لطيورك المدللة، وهذه الحشرات لا تسبب الإزعاج وقرص وتهيج الحمام فقط بل يمكنها أيضا أن تسبب ضررا خطيرا، فظهور مناظق ذات جلبة (جلد متقشر سميك) في المناطق خالية الريش عند الحمام أو ثقوب صغيرة في جريبات الريش، الحكاك عند الطيور قد تكون جميعها اعراضا للطفيليات الخارجية، ويعود العلاج الموضعي (البخ غالبا) تبعا لنوع الطفيلي الذي يصيب الحمام.
الإصابات التنفسية لدى الحمام:
عدى عن مرض الكانكر هناك إصابات تنفسية تشكل مصدر الخوف الأكبر عند مربي ومالكي هذه الطيور، فالاصابات التنفسية تكون معدية بشكل عنيف، وتكون الطيور المجهدة والمتقدمة بالعمر أو الفتية هي الأكثر عرضة لمثل هذه الأمراض.
الاصابات التنفسية تجعل تنفس الطائر وطيرانه أمرا صعبا، لذلك يكون أقل حيوية وأداؤها يكون منخفضا. وفي حال ترك الطيور دون علاج فستبدو فاتحة فمها وتلهث باذلة مجهودا أكبر في عملية التنفس، وتقبع نافشة ريشها مع إغلاق عيونها ولا تأكل وغالبا ما تموت.
العديد من الأمور تسبب الإصابات التنفسية عند الحمام ومنها الفطور والفيروسات والجراثيم والعث، وتختلف هذه الإصابات لتشمل الرئتين والأكياس الهوائية والجيوب الأنفية والأجزاء الأخرى من السبيل التنفسي. وتظهر المفرزات المختلفة من المنخران أو الفم أو قمع الأنف (المنعر)، ويمكن ملاحظة عوارض العطاس و\أو السعال في حال اصيبت بالأمراض التنفسية.
العلاج الهجومي المترافق مع تعقيم البيئة وعلاج الطفيليات المهيئة للإصابة، ومعرفة مسببات وقوع الطيور في المرض ومعرفة السبب المباشر للإصابة وعلاج الطيور بالدواء المناسب هي أمور مهمة للتخلص من الإصابات التنفسية الخطيرة.
كلاميديا الحمام:
هناك العديد من عترات الكلاميديا المختلفة التي تصيب الحمام، وهناك بعض الطيور التي لا تبدي أعراضا، ولكن الحمام المعرض للإجهاد يمكن لها أن تطلق الإصابة بهذه الفيروسات.
العلاج المستعمل لهذه الفيروسات يمكن أن يتم إعطاؤه للطيور التي تبدي أعراض الكلاميديا وبالرغم من ذلك لا يتم شفاء هذا المرض. الإصابة التنفسية المتسببة عن هذا الفيروس هي أمر يسترعي الحذر الشديد، ويجب علاج الطيور المصابة بالكلاميديا عرضيا مع ضمان بقاء الشروط البيئية ملائمة جدا (تجنب الرطوبة، تجنب درجات الحرارة المتأرجحة، إلخ).
مايكوبلازما الحمام:
وهي تسبب إصابات تنفسية أيضا، فالمايكوبلازما يمكنها أن تصيب الحمام في جهازها التنفسي، والأعراض لهذه الأمراض مشابهة لتلك المتسببة عن الكلاميديا والإصابات التنفسية الأخرى، لذلك يتم التفريق عن طريق معرفة الأقسام التي يصيبها كل ممسبب، وقد تلاحظ المفرزات الأنفية والسعال والعطاس والأعراض الأخرى أيضا.
يعد الإجهاد أيضا من الأسباب المبدأية التي تهيء إصابة الحمام وإظهار المرض عليها، لذلك يجب الاعتناء بالنظافة والتخلص من مسببات الاجهاد، وتأمين البيئة المناسبة للحمام هي أمور مهمة في الحفاظ على صحة الطيور.